عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-21, 09:48 AM   #18
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:51 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة

الحساب (1 )

ويبدأ العرض على الجبار..

و يؤتى بجهنم أمام أعين الناس فتوضع أمامهم..

ففي هذا الموقف المهول كثير الشدائد ، ما يشعر الناس إلا ومطلع مهيب يأتي إليهم ، ألا إنه نار جنهم ، تجر يجرها الملائكة إلى أرض المحشر ، ليرى المجرمون ما كانوا يوعدون وبه يكذبون

قال الله تعالى :{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى }

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يُؤْتَى بجهَنَّم يوْمئذٍ لها سبعون ألفَ زِمام (حبال)، مع كلِّ زمام سبعون ألف ملك يجُرُّونها "
رواه مسلم

لا إله إلا الله ! أربع بلايين وتسع ومائة مليون ملك ...ومايعلم جنود ربك إلا هو

وعندئذٍ ماذا يحدث للناس ؟

"وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا."

سبحان الله ! جهنم ترى وتزفر ..

قال السُدي: "تراهم من مسيرة مائة عام، وأول ما ترى الكفار، تفور وتزفر وتكاد تميز من الغيظ"
أي: تكاد ينفصل بعضها عن بعض من غيظها على من كفر بالله وجاهره بالمعاصي والآثام.


ثم يحدث أمام الناس مشهد هو أعجب من سابقه، فعندما تخرج إليهم ويرونها يخرج منها عنق له عينان وأذنان ولسان يتكلم ويقول إنه موكل بثلاثة أصناف من الناس

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ عُنُقٌ من النارِ يومَ القيامةِ ، له عينانِ يُبْصِرانِ ، وأُذُنانِ يَسْمَعانِ ، ولسانٌ يَنْطِقُ ، يقولُ : إني وُكِّلْتُ بثلاثةٍ : بكلِّ جَبَّارٍ عنيدٍ ، وبكلِّ مَن دعا مع اللهِ إلهًا ، وبالمُصَوِّرِينَ"
الألباني

فتلتقطهم كما يلقط الطيرُ الحب ، فلا هرب ولا نجاة لمن كان من أولئك ..

ثم تمر أمامهم فيراها كل من في الموقف ...

فإذا اقتربت من الناس زفرت زفرة شديدة، لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهم إلا سقط على ركبتيه

" وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون"َ

فأين أنت حينها !

وماذا ستفعل ؟

ثم تخيل الآن وقد بدأ العرض.

وتتنزل الملائكة لتحيط بالناس من كل اتجاه ثم يبدأ أمر جليل.. أمر عظيم ... إنه قدوم الله عز وجل ليقضي بين الخلائق...

{وأشرقت الأرض بنور ربها } الرمز 69

أضاءت الأرض يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء..

تخيل..

يقول الله تبارك وتعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا )

و عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" أما إنكم ستُعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر "
رواه مسلم

فتخيل هيبة هذا الموقف !

العرض على الله جلّ وعلا... والوقوف بين يديه سبحانه للحساب..

هل تعلم كيف ينادي على اسمك ؟

ينادي فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار والحساب...فمن شدة خوفك لا تتحرك .....
والملائكة تعرفك من بين الملايين.... فيجرونك للعرض على الله عز وجل .

و قد رفع الخلائق إليك أبصارهم...

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
البخاري

و أنت في أيديهم..
و قد طار قلبك..
و اشتد رعبك...
لعلمك أين يراد بك !!!!!!!!!.

ماذا أعددنا لهذا اليوم ؟

إن المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا

...فكيف يكون الحساب في ذلك اليوم؟ ما هي القواعد التي يحاسب عليها العباد ؟

انتظرونا لنكمل معا بإذن الله...

سلسلة الدار الآخرة


 

رد مع اقتباس