الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-21, 09:04 AM   #256
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 243 »
السيرة النبوية العطرة (( إسلام عدي بن حاتم الطائي ))
________
نحن الآن في مطلع العام التاسع للهجرة ويسمّى أيضا {{ عام الوفود }} ، ففي شهر ربيع الآخر من السنة التاسعة أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب ومعه {{ ١٥٠٠ رجل }} من الأنصار إلى قبائل {{ طيء }} وسيدها هو {{ حاتم الطائي }} المعروف في التاريخ والمشهور بالكرم ، وبعد موته أصبح ابنه {{ عدي }} هو سيّد طيء ، وكان قد تنصّر [[ يعني اعتنق النصرانية ولم يلتزمها ، بل كان يخلط بين النصرانية والصابئة ، يعني عامل دينه كوكتيل ]] ، وكان هدف السرية هو {{ هدم صنم طيء}} وكان من الأصنام المشهورة باسم {{ الفلس }} في الجزيرة .

وقد شنّ عليهم المسلون الغارة مع الفجر، وهدموا صنمهم ، واصطحبوا معهم أنعاما كثيرة وسبي، وفرّ قائدهم عدي إلى حلفائه من ملوك الشام ، وأخذ زوجته وولده ، تاركاً {{ أخته سفّانة }} [[ ومعنى سفانة اللؤلؤة ؛ وبها كان يُكنّى أبوها حاتم الطائي لا بولده ، كان يُقال له : أبا سفانة وليس أبا عدي ]] ، فلمّا رأت سفّانة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قامت إليه وقالت :

يا رسول الله ، هلك الوالد، وغاب الوافد {{ تقصد أخاها }} ، فامنن علي من الله عليك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: قد فعلت، فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى بلادك، ثم أخبريني، فأقامت حتى قدم ركب من قضاعة (( قومها )) قالت: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، قد قدم رهط من قومي، لي فيهم ثقة وبلاغ، وإنما أريد أن آتي أخي بالشام، قالت: فكساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمَّلني، وأعطاني نفقة ، وقد عاملوني خير معاملة ، فخرجت معهم حتى قدمت الشام .

فلما وصلت إلى أخي أخبرته بما لقيت من رسول الله من كرم وحسن معاملة، وكيف أنه معجبٌ بمكارم أخلاق أبي ؛ وقلت له : أرى أن تلحق به سريعاً، فإن يكن نبياً فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكاً فأنت أنت .

ويروي لنا عدي بن حاتم الطائي – بعد أن أسلم – ما حدث بعد ذلك ،فقال : بُعِث رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حيثُ بُعِث فكرِهْتُه أكثَرَ ما كرِهْتُ شيئًا قطُّ (( فقد شعر عدي أن الإسلام سحب السيادة من بين يديه )) ،فانطلَقْتُ حتَّى كُنْتُ في أقصى الأرضِ ممَّا يلي الرُّومَ فقُلْتُ : لو أتَيْتُ هذا الرَّجُلَ [[ يقصد محمّدا ]]، فإنْ كان كاذبًا لم يَخْفَ علَيَّ وإنْ كان صادقًا اتَّبَعْتُه.

فأقبَلْتُ فلمَّا قدِمْتُ المدينةَ استشرَف لي النَّاسُ وقالوا : جاء عَديُّ بنُ حاتمٍ جاء عَديُّ بنُ حاتمٍ ، فقال النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لي : يا عَديُّ بنَ حاتمٍ أسلِمْ تسلَمْ . قال : قُلْتُ : إنَّ لي دِينًا ، قال : أنا أعلَمُ بدِينِكَ منكَ - مرَّتينِ أو ثلاثًا - ، ألستَ ترأَسُ قومَك ؟ قُلْتُ : بلى . قال : ألستَ تأكُلُ المِرباعَ ؟[[ أي يحل لنفسه أن يأخذ ربع غنائم الحرب ، فيشرع لنفسه مالا يشرع لغيره ]] قُلْتُ : بلى . قال : فإنَّ ذلك لا يحِلُّ لك في دِينِك . قال : فتضعضَعْتُ لذلك، [[ ارتبكت ]] ،

ثمَّ قال : يا عَديُّ بنَ حاتمٍ ، أسلِمْ تسلَمْ ؛ فإنِّي قد أظُنُّ - أو قد أرى أو كما قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أنَّه ما يمنَعُك أنْ تُسلِمَ خَصاصةٌ تراها مِن حولي ، [[ يعني ما بدّك تسلم عشان اللي حولي صحابة بعضهم فقراء ومحتاجين ومن العامة!!]]

ثمّ أكمل – عليه الصلاة و السّلام – قائلا : والذي نفسي بيده لتوشِكُ الظَّعينةُ أنْ ترحَلَ مِن الحِيرةِ بغيرِ جِوارٍ حتَّى تطوفَ بالبيتِ ، [[ أي المرأة على البعير في الهودج تسير في أمان للحج ]] ولَتُفتَحَنَّ علينا كنوزُ كِسرى بنِ هُرْمُزَ[[ أي سينتشر الإسلام ، وهؤلاء الصحابة سيغنمون كنوز الفرس ]]

ولَيَفيضَنَّ المالُ - أو لَيفيضُ - حتَّى يُهِمَّ الرَّجُلَ مَن يقبَلُ منه مالَه صدقةً [[ أي : تَعُمَّ الثَّروةُ في أيدي النَّاسِ جميعًا، فلا يَحتاج أحدٌ إلى الزَّكاةِ، حتَّى يَحزَنَ صاحب المالِ؛ لأنَّه لم يجِدْ مَن يَقبَلُ صدَقتَه ]] ، قال عَديُّ بنُ حاتمٍ : فقد رأَيْتُ الظَّعينةَ ترحَلُ مِن الحِيرةِ بغيرِ جِوارٍ حتَّى تطوفَ بالبيتِ ، وكُنْتُ في أوَّلِ خيلٍ أغارَتْ على المدائنِ على كنوزِ كِسرى بنِ هُرْمُزَ ، وأحلِفُ باللهِ لَتَجيئَنَّ الثَّالثةُ إنَّه لَقولُ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – لي .

نعم، فقد أسلم عدي بن حاتم الطّائي لما رأى من سماحة الإسلام ، و علوّ شأن محمد – عليه الصلاة و السلام – و أصحابه ، وقد شهد التاريخ حدوث النبوءة الثالثة في زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه .

ودائما نقول : إنّ السيرة للتأسّي وليس للتّسلّي ، فما ورد بين عدي و رسولنا – صلى الله عليه وسلم - عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه ،وها نحن اليوم نعيش نبوءة من نبوءات النبي – صلى الله عليه وسلّم - : (( يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ :
ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءُ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ )) .

يا الله !! يا رب العرش !! الطف بحالنا ، يا رب اهدِ شبابنا و بناتنا وابعد عنهم الفتن ‘ يا رب الأمل فيك أن تردّنا إلى دينك ردّا جميلا ، يا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ، يا رب لا تجعل مصيبتنا في ديننا ، يا رب أرنا عجائب قدرتك في اليهود وأعداء الإسلام و من عاونهم ، يا رب أعِد للأمة الإسلامية مجدها و عزّها ، اللهم عجّل بنبوءة نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم – في هلاك اليهود ليعود المسجد الأقصى شامخا عزيزا إلى عرين الإسلام ؛ فقد قال نبينا :

" لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ " .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم