الموضوع: " أخلاقيات "
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-21, 07:50 AM   #1
الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي " أخلاقيات "



السلام عليكم ورحمة الله سادتي الأكارم /

اليوم تدور قصتنا _ احكيها بصياغتي _حول رجل عاش في كنف الأخوة الوارفة ، فقد نشأ في رحاب الحب في الله تحيط به كوكبة
من الذين تشربت قلوبهم بحب الله ، فكانوا سراج الليل وضياءه ، تجمعهم تلاوة قرآن وقيام ليل ،، ودعوة في سبيل الله ، كانت قريتهم تعيش عيش الفطرة ،
قل فيها من يجمع الناس ، ويعلمهم أمر دينهم ، ويذكرهم بالله ، ويكون ذلكَ من خلال المحاضرات والدروس ، فقام هؤلاء الشباب بالجهد كانت البداية قاسية
لحد ما فالأمر يعد في القرية أمرا جديدا لم يألفوه من قبل ، واعداد الذين يلتزمون أخذ يكثر ، فأخذ التوجس في قلوب أولياء الأمور ينمو ويكبر ،
والذي يغذي ذلكَ التخوف هي تلك الصورة المشوهة عن الإلتزام والملتزمين ، دعوني أذكر لكم بعض ردات فعل بعض أولياء الأمور عندما علم بتغير أولادهم ،
هنا نترك الأشخاص يتحدثون عن تجربتهم بأنفسهم .

يقول م :
_ عندما علم أبي بحالي _ والد هذا الشاب من الأثرياء ورجال الأعمال
_ أخذني بسيارته لمسافة بعيدة وفي الطريق يشغل الأغاني ويزيد صوت المسجل من أجل أن أسمعها !
_ وفي البيت يدخلني في المجلس ويشغل الأفلام الماجنة والقصد من ذلكَ أن يرجعتي عن الإلتزام !

يقول ب
:
عندما علم والدي بأمري
اخرجني من البيت وأخذني في مكان بعيد وأخرج سكينا ،
وهددني اذا لم أعد عن هذا الأمر الذي انا فيه سيذبحني .

ويقول ب :
كنت اذا اردت سماع محاضرة لا بد أن يمر ذلكَ الشريط على مراحل حتى أدخله البيت الخطوة الأولى أرميه
في سطح البت ، ثم أذهب إليه في منتصف الليل عندما تنام العيون !
وهناك الكثير من تلك المواقف .

أعلم بأن ما أقوله لا يدخل في عقل البعض ، ولا تتصوره عقولهم ، ولكن أقول بأن هذا واقع عشت تفاصيله ،
غير أن هذا الكلام لا يقل حدوثه عن عشرين سنة من الآن ، فمن يمر على ما ذكرته يتصور حال المسلمين مع أهل قريش ،
وكيف كان التنكيل بهم حتى يعودوا ويعدلوا عن دينهم ، وهنا أود التوضيح بأن لكلام الناس ، وآلة التشويه والتهويل لها الأثر على تصرفات أولئك الآباء ،
ولكن بحمد الله تلك مرحلة تجاوزها أولئك الشباب عندما كانت أخلاقهم تبدد تلك المخاوف ،

مرت الأيام والسنوات واعداد الشباب الذين يختلطون بتلك الكوكبة يزداد ، والمجتمع بدأ يحتضنهم لما وجده من أخلاق ، وصدق السعي والبذل ،
غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ، لقد بدأ الخلاف يدب بين أركان تلك الدعوة بعدما تقاطعت وجهات النظر ، والفكر الذي يحمله البعض ،
فلقد انظم إليهم شاب حديث السن ، غير أنه ظهر بمظهر المتشدد الذي يسعى لمصادمة المجتمع ، وذلك بإشهار عصا الفرض والإلزام ،

فكان يهتم بالمظهر ليجعله مقدما على المخبر ، لأوضح الصورة أكثر ، كان يعد النقاب ، والجوارب ، وعباءة الرأس من الفروض
والواجبات التي على المرأة التقيد بها ، فكان من ذلكَ الإنقسام ببن مؤيد ومعارض ، فتفرقت الجماعة وذهبت تلك الجهود في مهب الخلاف ،
لتمضي السنوات ، وتدخل المصلحون للم الشمل ، وتقريب وجهات النظر ، وجعلوا عليهم قائدا والقائد ذلك المتشدد في أفكاره !

فبدأت الرسل من قبل ذلكَ القائد تفد إلى الأشخاص الذين تخلفوا عن البيعة لذلك القائد ! البعض انخرط معهم من أجل لم الشمل ،
وتخلف شخص عنهم وذلك الشخص يعد من الأشخاص الذين لهم التأثير ، ولهم موالون ، غير أنه رفض الإنخراط معهم ، والعلة في ذلك
وجود ذلكَ القائد الذي يتقاطع معه نهجه وفكره ، وحاول ذلكَ القائد استقطابه ، ولكن كان يتعذر بأسلوب راقي لا يبدي به عن اختلافه مع ذلكَ الشخص ،
وذلك المتخلف عنهم لزم بيته ، وكف لسانه عن الخوض في أعراض أحد من الناس ، بل كانت تساق له الأخبار بأن رؤوس تلك المجموعة بدأت تشوه سمعته.

هنا أقف قليلا ،
من أجل وضع الدروس المستفادة من الفصل الأول من القصة .