الموضوع: رحله مع كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-21, 02:05 AM   #96
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (05:44 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





رائحة الموت قصة حقيقية يروي تفاصيلها الموجعة والد الطفلة بكل ألم وقلق وحسرة وقهر، الطفلة غادة لم تتجاوز السنتين كانت تملئ البيت بمرحها ولعبها وطفولتها تُصاب فجأة بمرض غامض بعد اصابتها بزكام عادي مما يؤدي لعدم إتزانها فالمشي وتسقط بعد أن إنتكست حالتها أكثر وزاد شحوبها ورفضها للمشي مجددًا.

والمثير للغرابة أن جميع تحاليلها واشعتها سليمة لا تشكو من شيء بينما في الواقع هي تُعاني من مرض غريب لا يستطيع أطباء الأطفال تشخصيه وتبدأ رحلة المعاناة والعذاب والقلق وموجات البكاء لدى الوالدين وهم ينظرون لهذه الزهرة تذبل يومًا بعد يوم فتفقد احساسها وصوتها ثم تفقد توازنها وتشخص عينيها بين الفينة والأخرى وتمر اللحظات بطيئة جدًا خاوية لا شيء يكسيها سوى الألم والقلق والخوف والحزن ورائحة الموت!.

من الصعب جدًا أن تعيش بوضع لا تُحسد عليه وهو أن ترى عزيزًا عليك يتجرع مرارة الموت ببطئ وأنت لا تملك سوى مراقبة انفاسه المتلاحقه وعينه الشاخصه وتأكل بنفسك قهر وحسرة وأمامك أطباء لا يفقهون شيئًا سوى الاحتمالات التي تذيب مابقى من أعصاب.

أبدع حقيقة الكاتب عبدالله الداوود في هذه الواقعة الحقيقية والانسانية والتي يجعلك تعيشها بكل تفاصيلها قلما نجد كاتبًا هكذا يجعلك تعيش الوضع وتبكي معهم وتفرح معهم وتقلق وتخاف معهم حقًا، جعلني الكاتب أعيش المُعاناة بحذافيرها، أعان الله قلب كل شخص يتجرع مرارة مريض عزيز عليه، أسأل الله العافيه للجميع.

شخصيًا : عشتُ القلق والخوف وانتابتني نوبة بُكاء ومضيت أترقب غادة الطفلة الجميلة وهي تصارع الموت، استفزني تصرف الأطباء وبرودهم ولعبهم بِأعصاب والد الطفلة وكأن الاطفال ليسوا الا دمية لا تنطق، فقط تصرخ وجعًا، ولا يجدون من يعالج ويكتشف علتهم ويهدأ وجعهم.


 

رد مع اقتباس