عرض مشاركة واحدة
قديم 05-28-21, 05:58 AM   #4
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:15 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عشر وقفات بعد رمضان

رابعًا: الاستمرار على الطاعة بعد رمضان


أيها المسلمون:

من علامات التقوى: الامتناع عن الفسق في رمضان، الذي يخشى على عمله ولا يدري هل قبل منه أم لا، يجتهد في العبادة، ويواصل في الطاعة، والذي يظن أنه قد عمل حسنات أمثال الجبال فلا يهمه بعد ذلك، ويقول عندي رصيد، وساعة لربك وساعة لقلبك، وهذه هي الوقفة الرابعة وهي:

المواصلة على العمل بعد رمضان، مواصلة الطاعة والعبادة بعد رمضان، عباد الله، إن الذي يتق الله حق تقاته يواصل على الطاعة والعبادة، والله تعالى لما ذكر صفات المؤمنين لم يقيدها بوقت ولم يخصها بزمان قال:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ سورة المؤمنون 1-2. خاشعون دائماً: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ سورة المؤمنون
3. ليسوا معرضين في رمضان فقط: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ سورة المؤمنون 4. متى دار الحول يزكي في رمضان أو في غيره، وبعض الناس إذا حال الحول في رمضان زكى ويهمل الزكاة في الأموال التي يحول عليها الحول في غير رمضان فانتبهوا لهذه المسألة:

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ سورة المؤمنون 5. ليس في رمضان فقط في غير رمضان أيضاً وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًادائماً هكذا مشيهم: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا سورة الفرقان 63. هكذا هم في العادة وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا سورة الفرقان 64.


هم باستمرار يفعلون ذلك وليس قيام رمضان فقط وهكذا من سائر صفات المؤمنين؛ والسبب أننا مطالبون بالعمل إلى الموت بأمر من الله تعالى، مرسوم رسمه الرب وأمر صدر من الرب، قال الله :

وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ سورة الحجر 99.واليقين هو الموت، وقال الله تعالى: فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ سورة مريم 65. فلا بد من الصبر والمصابرة على الطاعة، وهذه وقفة مهمة جداً في قضية الاستمرار على الطاعة، ولعله لهذا السبب شرع لنا صيام الست من شوال، حتى لا تنقطع العبادة الجميلة وهي عبادة الصيام قال النبي صلّ الله عليه وسلم:

من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها هكذا يقول الله تعالى وفي رواية: جعل الله الحسنة بعشر وفي رواية: فشهر بعشرة أشهر وفي رواية:

صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام من شوال بشهرين فذلك صيام السنةستة في عشرة بستين، ستون يوماً هي شهران مع الشهر الذي صمناه في عشرة بعشرة أشهر فتمت السنة، وفضل الله عظيم، وكرمه واسع، وهباته مستمرة، وعطاءه لا ينقطع، ولكن أين العاملون؟ فمن فعل هذا دائماً فكأنما صام عمره، من كان كلما صام رمضان صام ستاً من شوال فإنه يكون قد صام العمر، له أجر صيام الدهر.



عشر_وقفات_بعد_رمضان
الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله


 

رد مع اقتباس