عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-21, 07:02 AM   #5
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:45 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




عشر وقفات بعد رمضان

والوقفة الخامسة: أيها المسلمون:

عدم الاغترار بما حصل من الطاعات، بعض الناس اجتهدوا فعلاً صاموا، وحفظوا جوارحهم، وختموا القرآن، وبعضهم أكثر من مرة، وعملوا عمرة في رمضان، وصلوا التراويح، صلوا قيام رمضان كله من أوله إلى آخره لم يخرموا منه يوماً أو ليلة، وفعلوا ما فعلوا من الصدقات، وقدموا ما قدموا، وجلسوا في المساجد من بعد الفجر إلى ارتفاع الشمس، وبعد الصلاة يقرؤون القرآن، وقبل الصلاة ينتظرون الصلاة، حصلت عبادات كثيرة، لكن إذا كانت النفس سيئة، إذا كان الطبع متعفناً فإن كثرة العبادة لا تنفع بل إن الشيطان يوسوس ويقو لقد فعلت أشياء كثيرة وطاعات عظيمة، خرجت من رمضان بحسنات أمثال الجبال فرصيدك في غاية الارتفاع، صحائف حسناتك مملوءة وكثيرة فلا عليك بعد ذلك ما عملت، ويصاب بالغرور وبالعجب، وتمتلئ نفسه تيهاً وفخراً، ولكن آية من كتاب الله تمحوا ذلك كله، وتوقفه عند حده، وتبين له حقيقة الأمر، وهي قول الله تعالى: وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ سورة المدثر 6


وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ أتمن على الله؟
أتظن أنك فعلت له هذه الأشياء تكون أنت قد قدمت له أشياء عظيمة تظنها كخدمة من خدمات البشر؟ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرلا تمن على الله بعملك، لا تفخر، لا تغتر، لا تصاب بالعجب وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وتتخيل أن أعمالك كثيرة،

فإن النبي صلّ الله عليه وسلم قال في الحديث الحسن: لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة، لجاء يوم القيامة فرآه قليلاً ضعيفاً، لرآه حقيراً، لرأى عمله لا يساوي شيئاً، فإنه لو قارنه بنعمة واحدة من النعم كنعمة البصر أو غيرها لصار هذا قليلاً لا يساوي شيئاً، لم يكد يعمل شيئاً، ولذلك فإن الناس لا يدخلون الجنة بأعمالهم، وإنما يدخلونها برحمة الله تعالى، ليست الأعمال ثمناً للجنة لكنها سبب لدخول الجنة، لكنها سبب، لا ندخل الجنة إلا بالأعمال الصالحة، الذي لم يعمل صالحاً لا يدخل الجنة فهي سبب لكنها ليست الثمن، فبدون رحمة الله الأعمال لا تؤهل لدخول الجنة بل ولا تسديد نعمة ولا تسديد حق نعمة واحدة من النعم.

أيها المسلمون: ونذكر أيضاً بأن الاستمرار في العبادة والطاعة وهضم النفس مع وجوبهما فإن ذلك لا يعني أن يكلف الإنسان نفسه فوق ما لا يطيق خذوا من العبادة ما تطيقون فإن الله لا يسأم حتى تسأموا حديث صحيح.



عشر_وقفات_بعد_رمضان
الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله


 

رد مع اقتباس