عن الفقد أحكي


فالحياة لابد أن تجرّعك بطريقة ما كأس الفقد و الحرمان


فقد أحبائك و هم في ذلك درجات

فقد الوالدين مؤلم على قدر ما زرعا فيك من قيم و مبادئ و أخلاق حتى لو كانت تربيتهما لك صارمة و شديدة

لأنك صرت ما أنت عليه اليوم

أنتَ ، الإنسان العاقل الذي يتحمل المسؤولية و يصبر على مرّ الحياة و يشكر الله على كل ما يقسمه لك
الإنسان المحب المدرك لما يريد الذي يعطي و لا يريد إلا ما يعينه على مواصلة الطريق
و قد يكون أهم ما يريده هو الحب و الامتنان حتى لو قضى ليله يتضور جوعاً

موت والديك هو فقد عظيم يبقى ملازما و مرافقا لك حتى تموت و إن صرت شيخاً

فقد حبيبك الذي أدرك ما أنتَ ، و توغّل في اعماق نفسك و غرق في بحر إحساسك و نهل من مشاعرك
و لم يتركك فارغاً بل وضع فيك أضعاف ما نهل منك
حبيبك الذي به تشعر بأنكَ مطمئنا مرتاحاً لا تشكو إلا اشتياقك له ، حتى لو تكالبت عليك الدنيا بهمومها
تجده لك في نهاية كل يوم أريكة لقلبك و روحك و ملاذا من بعد تعبك لتحدث ذات المعجزة اليومية

لحظة الذوبان التي تصبحان فيها جاهزين لاستقبال يوم آخر

فقد هذا الحبيب سيجعلك غير مستعد أبداً لأن تتخذ أي قرار آخر في حياتك

لأن لا شيء في هذه الحياة سيشكل فرقاً بدونه

هو الفرق الذي برحيله أصبحتَ على حافة السقوط اليومي