عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-21, 02:03 PM   #1
سعود .

الصورة الرمزية سعود .

آخر زيارة »  05-02-24 (04:19 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ذات ليلة ظالمه .



قدموني على الحاضرين
وكأن واجب العزاء
هو من حقي أنا
كما كانت هي جميع حقوقي
وأحقيتي المستحقة
بكل رحابة صدر مني و منهم
(عظم الله أجرك)
أجري واجركم
وماذا عن أجر صبرها
وأجر طاعتها
وأجر ذبولها الصامت
وأجر عمرها الفائت
وماذا عن أحلامها التي نُسفت
بكل عنجهية منيّ
وماذا عن صوت بكائها الخفيّ
أمام ظلمي لها
تمردتُ على نفسي كثيراً
لا أشبه الإنسان فيني ابداً
وربما لا انسان فيني بالأصل
روح حاقدة تنتعش
لمجرد ضعفها
أو استسلامها

تمردت حتى على ضميري اليقظ الخائن
كما هي روحي التي رحلت دون وداع
أو ربما يئسوا بحزن على حالها وحالي
فبعد كل جبروت طاغي
وعندما تلتهب جراحها
وتلتئم جراحي
أراني قد صحوت قليلاً بعد ماذا؟
بعد لحظات قاسية
بعد دموع صامته
بعد نظرات تشبه كل شيء إلاالحياة
وهل كانت حياتها حياة أصلاً؟
تثيرني بمعرفتها بشخصي الأحمق
تعلم مالا اطيق رحيلها
وتعلم بضعفي المتعجرف أمامها
فلم تكن بتلك العقلية الساذجة
إلا معي ربما _عقلها_ هو أيضاً تشبّه بضميري اليقظ
ورحل معهم
وكأن مشاهد( الظالم والمظلومة) أعجبهم
وكأنه اختبار لصبرنا

وأنا أعلم
كما هي تعلم
لن (نستسلم)
وأنا أعلم
كما هي تعلم
لن (نفترق)
فكان الصادق فينا
أنّا تواعدنا ذات ليلة
لن نترك يد أحدنا
مهما كانت ظروفنا
وفي ذات ليلة
كان الحديث فيها جديّ
لدرجة انكرنا معرفتنا ببعضنا
ليلة هادئة
لاصراخ ولابكاء
ولاغضب
ولاحديث قديم
تثار جراحنا من جديد
لم يكن حديثاً لطيفاً
ولا أمسية غزلية
أو رومنسية
كان عابراً
لم يستمر لأكثر من دقائق
تبادلنا السؤال عن الحال
ومن ثم انتهت تلك الليلة
ومعها انتهت حياتنا
وتحرر الصادق فينا
وتركنا ايدينا
بعد ان أصبح أحدنا
قائم بواجب العزاء
والآخر تحت الثرى
دون ان نسامح بعض
ودون ان نوادع بعض
صامت رحيلها
يشبه كثيراً بكائها