نصفٌ تحت سلطة الضوء
و الكل على الجانب المعتم
النصف المظلم
على الجانب الآخر
الذي ما طاله إلّاكَ
،
أغمضتُ عيني عنه
و كسرت قيد الشمس
ليبدأ الليل امتلاكي
و يبدو القمر - هنا - حاكماً لين العريكة
يرمقنا بنصف عين و انتباه تام
و لا يدع للفضول محلاً دون أن يسلط عليه قليلاً من الظلمة
يتدخّل في شئون العتمة بلطف بالغ
ينير بعضها و يترك بعضها لأجل سِرّ يود الاحتشام
نتذكّر سلطة الشمس
لم تدع حقيقتها لنا فرصة للفرار
للاختباء
لصنع كذبة
لطهو بعض الأوهام
كانت - الشمس - كأمي - شديدة و قاسية و
تحبّنا
على هذا الجانب
أطفال صغار يأسرون الحزن و يعتقلونه خلف قضبان ضحكاتهم
زينب
أيقونة الأمس البعيد
طفلتها العنيدة الشقية الفاتنة الطيبة
لا تستقر على كرسي الأطفال
و تصنع لنفسها عرش
لا تلاعب قرينها
لكنها تقوده إلى الجانب المظلم
حيث المغارة التي جمعت فيها ألعاب طفولته
و أسرّت إليه : هيّا لنعيد تركيبها ،، إنها ذكريات مفككة و احذر ! إنها مفخخة بالحنين .
تحت وطأة النور الذي تفضّل به القمر
بدأت لعبة الفصل و الوصل و القطع و الجمع
و الدليل على ذلك ( القلب )
حتى بانت سوأتيهما و تعرّت القلوب و اانتصبت المشاعر بكامل جاذبيتها
لا مفر
القمر تسلّط في ليلتهما هذه
فإما انصهار المشاعر
و إلا أقودكما للسيدة الشمس
لعلها تبطل السحر و تحرق الأيقونة
و تكبّلكما للأبد
- أن تكون صاحب القرار مهمة أصعب من أن تكون بلا إرادة ، لا أحد مُلام إلا نفسكَ -
استَقرّا
و الليل كان دافعاً لتطمئن النفوس
أشاح القمر بنوره بعد أن همس : سواد هذه الليلة سانح جداً
اهربا
و لم ينجوا ، لم ينجح أحد بإبطال الرغبة بالبقاء
و على الجانب الآخر ذات الطفلة
زينب المكسورة بكامل عنفوانها و جنونها
أشارت إلينا : لا زال في الوقت متسع لتتخطيا عقلي
سوف أتوب هذه المرة ، لن أخبر اللعب عمّن فكّكها
سأعلن براءتكما ، و أعترف بأني فعلت كل شيء
و أني ما عدت طفلة
الغد يصدّق الهاربين من الماضي و القادمين من الجانب الآخر
و أنا بلغت في الحب عِتيّا ، لا أستطيع ان أكره الظلام و لا أحتجّ ضد الشمس
كل ما بيدي أن أفتح طاقة الحنين و أخبركما عن مكان المغارة
الكل هناك ينتظر عودة الضالين في الحب
و يجمع تفاصيل دقيقة عن التائهين في ليل بهيم و مطلبهم كأس يقطع الظمأ
و الكأس بأيدينا
كلٌّ يملأه بهواه
و الماء يُقسِم على أنه فاض من عيونهم
تصايحوا : رائحة الغريب تنتشر ! و ظلاله امتدت يا أمَّنا !!
.
ربما يتبع
6-6-2021
في حينه