أرى لك في القوافي منهجًا
صعبًا وبابًا دون عِشقك مُوصدا
وأراك تستعدي أساك على الرضا
وتُدير في ثغر القوافي المِبردا
هلّا فتحت ربوع شعرك للهوى
وجعلت للعشاق فيها موردا
وسقيت بالفن البديع عروقَها
وضربت فيها للأحبّةِ موعدا
مالي أراك ترى دموعَ يتيمة
وتَغضّ طرفك أنْ يرى قَطْرَ النّدى؟
مالي أراك ترى الصخورَ ولا ترى
فيما تُشاهد فضّةً أو عسجدا
اضحكْ فلو أنفقتَ عمرك كلّه
تبكي، لما هزمتْ مدامعُك العِدا
وأَفِضْ علينا من لَطائفك التي
تَشفي الغليلَ وتَستثيرُ الجَلْمدا
لله درّك كم أثَرتِ كَوامني
وهَزَزْتِ غَيمَ الشوق حتى أرعدا
عذرًا إليك فَمُذْ عرفتُ قصائدي
وأنا أرى الأقصى الأسيرَ مُهدّدا
وأرى الثكالى واليتامى كلما
أغمضتُ جفني يَكْتَنِفْنَ المشهدا
سايرتُ أحلامي وسايَرني الهوى
فتثاقلا عِبءَ الطريقِ فأبعدا
ومضيتُ أجتازُ المَفازةَ مُوقنًا
بالله، أنعمْ بالمُهَيمِنِ مُنجِدا.