الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-21, 06:27 AM   #283
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 270 »
السيرة النبوية العطرة (( خطبة الوداع 3 ))
__________
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة [[ ركز الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - على رابط الأخوّة ليتلاحم المؤمنون، ويرتبطوا برباط العقيدة، ويقدموه على غيره من روابط النسب والدم، وكان هذا الرابط من أهم دعائم قيام الدولة الإسلامية في المدينة بعد الهجرة، وقد اهتم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعد بناء المسجد، وأرشدهم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن يتعاملوا بروح الأخوة، وبالأخلاق المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ]] .

ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه - ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد. [[ لماذا يخص النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه العبارة بالمال ؟؟ لأن أغلب القضايا التي تُفرق بين الناس اليوم سببها المال ، فإذا ما دخلت المادة بين الأب وابنه أفسدت علاقتهما ، وإذا دخلت بين الأخوة أفسدت علاقتهم ،وكما يقال {{ الفلوس تغير النفوس }} ،

لذلك يجب أن تُدار الأموال بين الناس وفق أحكام الشريعة ، فلا اعتداء على أموال الناس ، ولا هضم لحقوقهم المادية ، وقد حث الإسلام على مساعدة الفقراء و المحتاجين ، وفرض الزكاة على أموال الناس وفق شروط معينة حتى تعيش الأمة الإسلامية بتكاتف و محبة و أخوّة ]] .

فلا تَرجعنّ بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنّة نبيّه ، [[ وقد ترَكْتُ فيما بينكم، ما لن تَضِلُّوا بعده بعد التَّمسُّكِ به والعمَلِ بما فيه، إنّه القُرْآنَ العظيم، وفي رواية أخرى أنه لم يذكُرِ السُّنَّةَ؛ لأنَّ القُرْآنَ مُشتملٌ على العملِ بها، فيلزَمُ مِن العملِ بالكتابِ العملُ بالسُّنَّةِ ]] .

وأنتم تُسألون ( وفي لفظٍ مسؤولونَ ) عني ، فما أنتم قائلون ؟
[[ بمعنى ستُسألون عن تبليغي لكم رسالة الإسلام ،فبأيِّ شيءٍ تُجيبون؟ ]] ، قالوا : نشهدُ أنك قد بلَّغْتَ رسالاتِ ربكَ ، وأدَّيْتَ ، ونصحتَ لأُمَّتِكَ ، وقضيتَ الذي عليك . فقال بأصبعِه السبابةِ يرفعُها إلى السماءِ ويُنْكِتُها إلى الناسِ :

اللهمَّ اشهد ، اللهمَّ اشهدْ . [[ أي أشار بالسَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ ويُنزلها إلى الأرضِ ويقولُ: اللَّهمَّ اشهَدْ على عبادِك بأنَّهم أقرُّوا بأنِّي قد بلَّغْتُ الرسالة و نصحتهم ]] .

أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم ؛وآدم من تراب ، وإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى

[[ هنا رفع شعار المساواة بين الناس: إن الناس كلهم من آدم، وآدم من تراب، وأنهم سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى، فالتقوى هي معيار القبول عند الله ، وسفينة النجاة يوم القيامة هي التزام طاعة الله وطاعة رسوله، هذه القاعدة السامية التي أقرها الإسلام قبل خمسة عشر قرنًا،

فهل يوجد نظام في العالم يطبق هذه القاعدة؟ فماذا نشاهد في هذه الأيام؟ نشاهد التمييز العنصري، ونرى القوانين الأرضية والابتعاد المتعمد عن القوانين الربانية، نشاهد التفرقة والتمييز على أساس غير التقوى، لقد ألغى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كل ألوان التمييز العنصري، وداس عليه بقدميه، وذلك قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، في حين أن بعض الدول التي تزعم أنها متقدمة لا زالت تفرق بين مواطنيها بحسب اللون أو الجنس، كما نرى الغطرسة والتجبر والتكبر من الدول الكبرى ضد الشعوب المستضعفة ]] .

ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد ، قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادّعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل.

[[ لم ينس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يوصي المسلمين بالتخلص من عادات الجاهلية في توزيع التركة، ودعاهم إلى احترام أحكام المواريث، وتقسيم الإرث بما شرع الله تعالى في كتابه للحفاظ على العلاقات الأخوية، وللبعد عن الظلم ، فلا يَجوزُ أن يُوصيَ أحَدٌ بجُزءٍ مِن الميراثِ لوارثٍ له حظٌّ ونصيبٌ في الميراثِ ،

كذلك إنَّ المولودَ يُنسَبُ لصاحبِ الفراشِ وهو أبوه ، و" للعاهِرِ الحجَرُ"، أي للزَّاني الرَّجمُ بالحجَرِ، وقيل: المقصودُ بالحجَرِ الخيبةُ والخُسرانُ، "وحِسابُهم على اللهِ تعالى" ، ومَن ادَّعى أبًا ليس بأبيه، ومَن انتَمى إلى قومٍ وهو ليس مِنهم، فجَزاؤُه أنَّ اللهَ يَلعَنُه لعنًا مُتواصِلًا إلى يومِ القيامةِ، واللَّعنُ هو الطَّردُ مِن رحمةِ اللهِ.]]
ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد ، قالوا نعم .

قال فليبلغ الشاهد الغائب ؛ فرب مُبلّغٍ أوعى من سامع " . وبذلك يكون - صلى الله عليه وسلم – قد وضع كلامه أمانة في أعناق من سمعوا ، وفي أعناق جميع الأجيال ، فكل جيل عليه أن يبلغ من بعده . ونحن نشهد يا رسول الله أنّك بلّغت الرسالة و أدّيت الأمانة ، ونصحت الأمّة و كشفت الغمة - صلوات ربي وسلامه عليك - .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم