الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-21, 06:28 AM   #284
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:01 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 271 »
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج9 - الإفاضة من عرفات - ))
__________
انتهت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي خطبها في عرفة و المعروفة {{ بخطبة الوادع }} ، ثم أذّن بلال لصلاة الظهر وأقيمت الصلاة فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين سراً ، [[ أي لم يجهر بالقراءة ،أي ليست صلاة جمعة – وقلنا سابقا إنّ يوم عرفة صادف يوم جمعة ]] ، ثم أمر بلالا أن يقيم الصلاة ، فصلى بهم أيضا ركعتين صلاة العصر قصراً وجمعاً

[[ جمع تقديم ]] ، ثمّ تلا – صلى الله عليه وسلم -على أصحابه قوله تعالى : {{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً }} ، حيث نزل بها جبريل لتوّه، وبعض الناس يعتقدون أن هذه الآية هي آخر ما نزل من القرآن !! لا يا أحبة ، نزل بعدها آيات كثيرة ، وآخر ما نزل كان قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيام ، وهو قوله تعالى : {{ وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ }} .

ثم أمر الناس أن يأخذوا راحتهم حتى تذهب حدة الشمس ،لأن الوقت ظهر ، ثم ركب - صلى الله عليه وسلم - ناقته القصواء واتجه بها إلى وسط عرفة المعروف {{ جبل الرحمة }} ،حتى أتى الصخرات العظام الكبار، فأسند صدر ناقته إلى الصخرات و يمم وجهه إلى الكعبة ، وأخذ يدعو ربه، ويستغفر، ويبكي ويدعو لأمته ، فمازال يدعو حتى سقط القرص ، [[ يعني غابت الشمس ]] ،

مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لكنه يدرك تماما فضل يوم عرفة وقبول الدعاء فيه ؛ فأراد أن يعلمنا معنى العبودية لله ،(( وللأسف في أيامنا هذه يكون الناس على عرفة في الخيام وهي مكيفة ، وفيها ما لذ وطاب من الطعام و الحلوى و العصائر الباردة ؛ والخدمة خمس نجوم ؛ خاصة {{ الحج المميز }}

وما أدراك ما الحج المميز؟! بالآخر بيقولوا بعض الناس : ازهقنا !! متى رح ننزل عن عرفة !! مطولين !! ونحن بأمس الحاجة ليغفر الله ذنوبنا )) .


فما زال - صلى الله عليه وسلم - يدعو ويستغفر لأمته ويبكي وهو مستقبل الكعبة ، ولم يصعد جبل الرحمة كما يفعل البعض اليوم ، ويؤذون الناس حيث تسقط الحجارة عليهم!! وبعضهم لا بد أن يكتب اسمه على العامود الأبيض !!لا يا أخي ؛ هذا ليس من السّنّة أبدا .


وعندما سقط القرص تماماً ، لم يأذن – عليه الصلاة و السلام - بصلاة المغرب، وعندما بدت العتمة أخذ طريقه وهو يقول للناس : أفيضوا عباد الله مغفوراً لكم لقد غُفر لكم ما مضى فاحرصوا على ما بقي [[ أي احرص على بقية عمرك ، فالحاج يرجع بإذن الله كيوم ولدته أمّه ، أي لا ذنوب عليه ]] .

فلما أفاض - صلى الله عليه وسلم - أبطأ ناقته ، وأخذ يرفع كلتا يديه للناس و يحثهم على السكينة وعدم الإسراع في طريقهم للمبيت بمزدلفة [[ مثل ما كنا نشوف حوادث الإفاضة من عرفة، بسبب سرعة الناس و التزاحم ، وبختنقوا وبموتوا لأنه كلّ همهم أصير حاج فقط !! دون التفقه بأعمال الحج ومعانيها!! ]] فلما وصل – عليه الصلاة و السلام – إلى {{ مزدلفة }} ،

أمر أن ينزل الناس ، ولم يأمر أن ينصبوا الخيام ؛ فنزل وصلى بهم المغرب والعشاء جمعا وقصرا .
ثم اضطجع - صلى الله عليه وسلم - قليلاً ، لم ينم ، ولم يأمر الناس بالنوم ، ولم ينههم ،فمن نام فهو خير ، ومن لم ينم أيضا فهو خير، وأذن - صلى الله عليه وسلم - للضعاف وللنساء ولمن له واجب في مكة كبني عبدالمطلب [[ كانت مهمتهم سقيا الحجيج ]] ،

فرخص لهم أن يغادروا مزدلفة بعد منتصف الليل - قبل الفجر- رفعاً للمشقة عنهم . وبقي - صلى الله عليه وسلم - فيها إلى أن طلع الفجر، فصلى بالناس ، ثم وقف عند المشعر الحرام يدعو الله ويستغفر ، ثمّ أفاض من مزدلفة إلى منىً قبل شروق الشمس .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم