الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-21, 08:50 AM   #494
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (01:25 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



في معركة ملاذ كرد 1071م وفي عز المعركة فوجيء السلطان ألب أرسلان بشاب أسد من جنوده يحمل جندي روماني على كتفه مثل حمل الخرفان في الاعراس التركية قديما .
ولكن مظهر الجندي المحمول على كتف الجندي المسلم السلجوقي لم يكن مثل مظهر وملابس باقي الجنود .
بل كان يلبس لباسا عسكريا مميزا به خيوط ذهبية وأربطة حريرية وبه دروع وصديريات من حلقات حديدية صغيرة تقيه ضربات السيوف وفوق راسه خوذة صلبة مزركشة بالجواهر وفوق ذلك كان يعلوه التراب والدم ولعابه يسيل من فمه المملوء ايضا بالتراب .
فسأل السلطان الجندي : لمن هذه الجثة يا بطلي ؟
قال الجندي : إنه الامبراطور البيزنطي رومانوس يا مولاي السلطان !
تعجب السلطان من صنيع الجندي البطل ... اذ تسلل من وسط الجيش البيزنطي الى المؤخرة وضرب الامبراطور وافقده الوعي ثم حمله مثل الخروف على ظهره وقدمه هدية للسلطان ألب أرسلان الذي كان يحارب وهو يلبس كفنه الابيض هو وقادة جيشه وجنوده استعدادا للاستشهاد .
ولما لا .. وقد كان جيش السلاجقة بين 20 و 30 الف وجيش الامبراطورية البيزنطية فوق 200 ألف أو يزيد .
هل تعلمون ان لم يفعل الجندي هذه الفعلة ما هو سيناريو الاحداث .
جيشنا لا يساوي 10% من جيش العدو والمعركة استمرت يوما كاملا ولم ينتصر احد وكان الاستمرار في المعركة لمدة طويلة يصب في مصلحة الجيش البيزنطي .
فكان قرار الجندي المسلم الذي لا يعلم اسمه مخلوق في زماننا بأن ينهي المعركة مثل لعبة الشطرنج بالتخلص من الملك بعد عدد حركات قليلة جدا .
أُلقي الامبراطور رومانوس على الارض امام السلطان الب ارسلان فنهض السلطان من على كرسيه وداس بالحذاء فوق راس رومانوس وجلده أمام قادة الجيش البيزنطي الاسرى ايضا والذي ترك الامبراطور بعضهم يعود الى بلاده ليخبرهم عن تفاصيل الهزيمة والاهانة التي تلقاها الامبراطور رومانوس .
وقال له السلطان : يا رومانوس ماذا كنت تفعل معي ان ظفرت بي ؟
قال رومانوس : اصدقك .. كنت إما قاتلك .. وإما اطوف بك في البلدان لأُهينك او الاخيرة واظني لا افعلها وهي أن اقبل منك الفدية رغم ان السلطان قبل منه الفدية لاحقا والتي عجز ان يدفعها وعفا عنه السلطان ولا تتعجب لما عفا عنه لان لها سبب سياسي واستراتيجي خطير نذكره لاحقا ونذكر معه سلاح السلطان الخطير في تلك المعركة .
ثم اوقفه السلطان ألب أرسلان وعامله كإمبراطور او ملك اسير وأظهر له الاحترام طيلة ثمانية ايام قضاها في بلاد الاسلام
كان السلطان ألب أرسلان قد عرض على رومانوس قبل المعركة ان يكون بينهما معاهدة سلام ببنود جيدة بالنسبة لرومانوس حتى عرض السلطان ان يدفع اموال سنوية له مقابل السلام .
وكان السلطان يعلم ان لا قوة لجيشه بالجيش البيزنطي خصوصا ان الخليفة العباسي تخلى عنه او قل عجز ان يمده بجند او مال وقال له انا لا استطيع حماية نفسي فتدبر امرك .
ولكن رومانوس رفض الهدنة وقال للسلطان : ستكون بيننا هدنة ولكن بعد ان تكون جيوشي في بلادكم .
لذلك حين ظفر به السلطان أهانه كما قال رومانوس انه كان سيفعل أكثر من ذلك ان ظفر بالسلطان .
في مسألة الطواف بالسلطان ألب ارسلان إن وقع في اسر رومانوس بالقرى والمدن البيزنطية كان عندهم عادة مقززة .
فكان من يقع في أسرهم ويطوفون به في طرقاتهم ..


 

رد مع اقتباس