عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-21, 06:21 AM   #15
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عشر ذي الحجة (5)

ومما يعينك على لذة وحلاوة الذكر:

2- تدبّر كلام الله إليك.

يامن تشتهي أن يكلمك فلان وعلان، مهما بلغوا من الشأن
قل لنفسك :
إنّ ربي (ملك الملوك) له كلام يكلمني به أنا !

قل لنفسك :
ليس هنا العجب ؛ بل العجب أن الخلق مشغولون عني معرضون ؛ وربي ملك الملوك يدعوني أن أكلمه ، ثم يثيبني على ذلك !!

ويحب مني أن أخلص له فكري بترك استعراض كلام البشر في ذهني؛ لأتفرغ للاشتغال بكلامه:
تكرارا ، وفهما ، وتدبرا، وطلبا لهداه ، وذكراه، وشفائه :
لعل آية منه تثور هذا القلب عن خموده ؛ بل لعل آية منه تنهض به ؛ فلا يقعد بعدها أبدا ! .

هذا بالإضافة إلى أن قراءة القرآن بنفسها ذكر ؛ فتحظى بهذا بشرف مواطأة القلب للسان في ذكر الرب العظيم !

ومما يعينك على لذة وحلاوة الذكر:

3- الاستعاذة من وساوس الشيطان

كيف ينشط الشيطان في مواسم الخيرات؟
يأتيك أثناء التفكر بنعم الله؛ فيذكرك بالذي تسبب بهذه النعم ؛ فيشغلك به عن المنعم الحق
وإنها لصخرة صلبة ترجعك للخلف خطوات، لو كنت تعلم !

إذا وضعت يدك على هذا التفكير بالمخلوق ؛ فسارع بطرده قبل أن يستحكم في فؤادك ، وقل - معيدا له إلى حجمه الذي يناسبه- :

هو سبب سخره الله !
هو رزق ساقه الله !

واعلم أن الشياطين في أيام العشر ليست مصفدة كأيام رمضان ؛ فاستعن ، وأكثر من الاستعاذة لتخنس عنك ،

واعلم أن للإنسان طبيعة عجيبة خاصة به، وهي أنه لايستطيع الانفكاك أبدا عن التفكير ؛ فإن لم تعتبرها غنيمة تشغلها بالتفكر بالنعم والذنوب ، وتدبر كتاب الله، وتفهم أسمائه وصفاته ؛ فترقى بها في سلم الدرجات؛ فلاشك ستغبن بهذه الميزة ؛ بل وستردى بها ؛ لأنك إن لم تنشغل بالحق فسيشغلك الباطل، لافكاك عن أحدهما !

أزل -لأجل هذا- عن قلبك غشاوات التعلق بالخلق؛ وأشغله بالتفكر في عظمة الخالق ،وآلاء الخالق ، وآيات الخالق .

أشغله بالاستعاذة من كل الملهيات، وخواطر السوء، ووساوس الشيطان .

أشغل لسانك بالتهليل والتحميد والتكبير ؛ فقد
روى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )

يتبع ..