عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-21, 08:47 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي إن التواضع أن تسمع و تعلم أن العلم ليس كل شيء



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبحث عن عمل بعد أن تخرج من جامعته .. خارج بلده .. في تخصص يعتقد أنه مطلوب ..
أجرى مقابلات عديدة .. و أعتقد بأنه اجاب عليها بإقتدار .. و لكنه لم يوفق في قبوله منها ..
أبوه الذي كان موظفاً ذو خبرة و تجارب ..
قال له ..هل هناك خلل في كل من قابلوك .. أم أنه هناك خلل فيك ..
أبحث عن السبب في ذلك و حاول ان تعرف بحياد و لا تحيز ..و بأمانة و صدق .. بحيث تضع نفسك في صورة خارجية .. و تحكم عليها بنظرة ثاقبه .. فاحصة ..
لا أخفيك يا بني .. و أنت أحب الناس عندي .. أنه لا يجتمع الفرقاء و المتضادين عليك .. فليس هناك ما يدعي لذلك ..
و إذا رأيت ان اساعدك و تستشيرني فأنا معك .. و أني لأقدر علمك و معرفتك .. و الرأي لك ..
الإبن المتعلم .. المثقف .. الذي عاش سنوات خارج مدينته .. و اكتسب ثقافة متغيرة .. أخذته العزة و راودته نفسه بأن من سبقوه لا يعرفون متطلبات جيله .. و لا قدراتهم .. و انه جيل لا يقدر العلم .. فيه تخلف فكري .. جيل قديم يعيش على ذكريات ماضيه ..
حاول مرة أخرى أن يجد له عملاً و لم يوفق ..
في جلسة طلب أبوه أن يكونا منفردين ..
قال أبوه .. أنا اعرف بك من غيري .. و اقول لك ما لا يعرفه غيري ..
أنت مغرور .. تظن أنك الأوحد و الأعرف و الأندر .. وتقابل من يختبروك و تشعرهم بأنهم الأقل معرفة و علماً ..
يابني .. إن التواضع أن تسمع و تعلم أن العلم ليس كل شيء .. إنما الأخلاق كل شيء .. و الأخلاق لا تتجزأ .. بحيث يمكن أن تكون في بيتك ..غير عملك ، ومع صحبك .. غير إخوانك ..
إعلم أن علمك قدروه .. و معرفتك لمسوها ..ولكن تعبيرك الذي على قسمات وجهك .. لم يكن ملائماً لقبولك .. و لا يكون ذلك إلا إذا كانت نيتك تحمل التواضع و كلماتك تمثل الحب و التقدير ..
دعني أعلمك هذا .. و أخذ الأب على عاتقه أن يعلمه ذلك .. و استمر معه لشهور عدة .. محاولاً ان يكتسب هذا الخلق التعاملي .. بصدق و بدون رياء .. أو مجاملة ..أو حذلقة ..
بعدها تقدم الإبن للعمل فقُبل .. و انطلق يخطوا نحو مستقبل مفيد له و لمكان عمله .. حتى ارتقى لأعلى منصب فيها ..
تقابل مع أولاده و حكى لهم ما كان بينه و بين أبيه ..
الغريب أن الجد وضع اللوم على نفسه .. و انه مقصر في حق ابنه (أبوهم ) ..
و قال لهم آخر قول له ..
اليتيم من لقى أباً مشغولاً ..
و قد عوضني الله بأب كان لي مصباحاً في طريقي .. بعد أن غرقت في ظلماتي من العجرفة و الغرور ..
عليكم بما قلت .. و لا تترددوا في استشارتي .. و معكم سأكون سعيد بنجاحكم

دمتم بعافية