عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-21, 01:26 AM   #36
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  يوم أمس (11:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مشاعر وعقول الاطفال
اليوم سأتحدث عن قصتين لي مع أبنائي
قصة مع ابني عبدالملك وقصتي مع يحيى
لا أخفيكم سرا بأن هاتين القصتين اعطتني درسا
في الحياة
درسا لي بأن لا أستهين بعقول الاطفال ومشاعرهم
وسأبتدأ بقصتي مع عبد الملك
كان عبدالملك في الصف الثالث الابتدائي
وكان دائما يطلب مني أن أقص عليه من القصص
وكان شديد الإلحاح وإذا اعتذرت له ووعدته في الغد
جاءني في اليوم الثاني يذكرني بالموعد
ولا ينفع معه أن أقول له قصة قصيرة لا بد من إطالة القصة
والقصص التي كنت اقصها عليه هي قصص الانبياء أو الصحابة أو من قصص الأبطال أو من وحي الخيال
كنت اظن بان القصة تنتهي بمجرد انتهائي
وأنها تدخل من أذنه اليمنى وتخرج من اليسرى لكني
تفاجأت بعد مدة بأن المدرسة تبعث بشكر لي على
القصص التي أحدثه بها لانه كان يتحدث بها في الصف
أمام التلاميذ وأمام المعلمة
يا إلهي وانا الذي كنت أظنه ينساها بمجرد انتهائي
فإذا هي عالقة في عقله ولسانه
لذلك تعلمت بأن لا استهين بعقول الاطفال
وبتأثير القصة عليهم فهي تربي وتعلم
وتضع القدوات الحقيقية أمامهم .
أما قصتي مع يحيى ذي الخمسة سنين فهي مختلفة
بعض الشيء يحيى أكثر أبنائي مشاكسة
في يوم أتى عندى إلى مكان العمل فسكب بالخطأ
بعض المواد على الأرض
غضبت عندما شاهدت العامل ينظف ما سكبه
فما كان مني إلا أن ضربته ضربا موجعا
واستغربت من بكائه القليل وعدم تأثره
ثم تركته ، لكن في اليوم الثاني قال لي العامل
بأنه شاهد يحيى يضرب نفسه فقال له لم تضرب
نفسك فقال : انا أخطأت ضربني ابي لاني أخطأت
فكان يعاقب نفسه بنفسه…
بصراحة أثر بي كلام العامل عندما نقل الصورة
وعلمت بأن للاطفال عقول ومشاعر الأصل عدم
الاستهانة بها ومرعاتها وايقنت بأن اسوء طريقة للتربية
هي الضرب وكان بامكاني توجيهه بطريقة أفضل.
ولا تسألوني عن كيفية تعاملي معه بعدها أشعر وكأنه دنياي كلها .
اسأل الله أن يحفظ أبنائي وابناء المسلمين من كل سوء
ويجعلهم أئمة يقودون الأمة للنصر والرفعة.


 

رد مع اقتباس