عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-21, 06:00 AM   #11
النايفه

الصورة الرمزية النايفه

آخر زيارة »  اليوم (12:51 AM)
المكان »  الكهوف :)
الهوايه »  الشعر والأدب

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متأمل مشاهدة المشاركة
ً
ً

سوف اخذ الموضوع بشكل عام



قبل أن نتساءل هذا التساؤل الهام
يجب أن ندرك بأن الاجهزة
أصبحت واقع ومفروض ومن هنا أقول :
لن نستطيع الانفكاك عن وسائل التواصل
وليس فقط لن نستطيع
بل ليس هناك مجال للتخلي عنها
فهي واقع والواقع لا هروب منه
وأعني بالواقع اي أنها أصبحت جزء من حياتنا
وجزء من أفكارنا وجزء من مستقبلنا

أصبحت مرتبطة بكل شيء يمثل حياتنا
سواءً صحياً أو اجتماعياً أو وظيفياً
أو اعلامياً أو تنظيمياً أو شرعياً
أو ثقافياً أو تعليمياً أو حقوقياً

هذا من ناحية أنها تحولت إلى واقع مفروض

أما ما الناحية السلوكية والتنظيمية
فالناس يختلفون في هذه الأمور
واختلافهم بحسب اهتمامهم
واهتمامهم بحسب طريقة تفكيرهم

وبشكل عام فقد تملكتنا هذه الوسائل
وتحكمت فينا إلى حد كبير

ودائماً ما نكابر ونقول لسنا كذلك
ولكن رفضنا هذا كرفض المدمن
والذي لم يعد يرى إدمانه إدمان

نعم مدمنون تقنياً وإن كابرنا
وإن هربنا من الحقيقة وكرهناها
وإلا فقولي لي من منا يستطيع
تركها أو الابتعاد عنها !
" اعني وسائل التواصل "
بالطبع لا أحد حتى كبار السن
والسبب هو أن هذه الوسائل فتنة دهماء
فتنت الكل وأشغلت الكل وغيرت عادات الكل
وتصرفات الكل وأوقات الكل وحتى الأفكار

ولكي تدركين حجم الإدمان والتأثير
أنظري إلينا هنا كطبقة مثقفة واعية
كيف هو حالنا مع هذه الوسائل

نحن لا ندعها حتى في قمة مشاغلنا
حتى ونحن في مساجدنا ننتظر الصلاة
وفي وظائفنا وفي سياراتنا
ووقت انتظار الإشارة
وفي مجالسنا الخاصة والعامة
وفي المقبرة ومجلس العزاء
وعند أكلنا وشربنا وفي المطبخ
وعند منامنا وصحونا ووقت زياراتنا
وحتى ونحن مع والدينا !

ليس الحديث عنا فقط
بل " نحن " تعني كل الطبقات
والمستويات من المجتمع

ثم لا تظني بأن الأمر متعلق بالعرب فحسب !
تخيلي هناك مستشفيات في اليابان
مخصصة لمعالجة مدمني التقنية !
لذلك فالفتنة عامة ولا تخص عرق معين
أو دول معينة أو أقاليم أو أجناس

الإدمان الذي أعنيه هو بخلاف الاستفادة
فالإدمان يعني تضييع الأوقات فيما لا ينفع
دون الشعور بالندم لأجل هذا الضياع

أما الاستفادة فالكل ينشدها
والكل يمارس الدخول لهذه الوسائل
بحجة الاستفادة والاستزادة
ولكن نجد بأن هناك شريحة كبيرة
ليس لها هم ولا هدف الا المتعة اللحظية
والهروب من الواقع الجاد

وقليل من يستفيد ويعرف كيف يستغل دخوله
وكيف يستثمر وقته فيما ينفعه وينيره

ومما لا شك فيه بأن لها تأثير قوي
وكبير علينا وعلى حياتنا
وأن المسألة مسألة صراع
ومدافعة وممانعة وتنبه ووعي

فليس كل ما يكتب فيها
وكل ما يشاهد ويسمع
يكون صالحاً لتقبلنا إياه

وليس كل معلومة تصلح للنشر
ولا كل فكرة قابلة للتطبيق
ولا كل تصرف يمثل الكل
ولا كل فتوى صحيحة
ولا كل قول أو رأي يناسب الكل

يجيب أن يكون لدينا كنترول تحكم ذاتي
فما يصلح يمر ويقبل وما لا يصلح لا يقبل

يجب ألا نقبل بسيطرة المتعة
وحب الإطلاع ومعرفة الجديد
على حساب جوهر أوقاتنا
وعلاقاتنا الأسرية والاجتماعية
ولا على حساب عباداتنا وحياتنا المصيرية
لاننا لو سمحنا بتلك السيطرة
ضعنا وضيعنا حياتنا ومستقبلنا

وكم من بيوت تهدمت
لأجل سيطرة المتعة وادمانها
وكم من شباب ضاعوا لكثرة تتبعهم كل جديد
وكل مثير وكل ملفت وفاتن
وكم من فتيات ضعن أو طلقن
وتحولت حياتهن جحيم لذات الأسباب التي ذكرت

ومن جميل التناقض فينا
أننا نعيب على غيرنا
ونحن وهم سواسية فيما نعيب
فنحن نعيب عليهم البقاء الطويل
والاعتكاف على أجهزتهم
ونحن لا نختلف عنهم في ذلك
وهذا التناقض هو نوع من الإسقاطات على الغير
بهدف تبرئة ساحتنا واتهام غيرنا
وبهدف اقناع أنفسنا بالأفضلية


اخيراً ..

المراقبة الذاتية لأنفسنا يجب تفعيلها وتنشيطها
حتى لا تذهب أعمارنا وأوقاتنا في أمور
ليست ذات تأثير مصيري
يجب أن نلتزم بوقت معين
يكون لهذه الوسائل ولا نتعداه

هذه الوسائل تعد من الهوى
وكل النفوس تميل إلى الهوى
فيجب كبح جماح النفس
وألا نسمح لها بتضييع الوقت
في ما لا يعود علينا بالفائدة

نحن لا نختلف على الأمور الضرورية
فكما أسلفت أصبحت هذه الوسائل
واقع نعيشه ولا فكاك منه ولا مهرب
إنما القصد هو ما زاد عن الحاجة
وتعدى إلى التسلية وحب الإطلاع
واللعب والتواصل المشاعري الهامشي

ويجب كذلك الانتباه للأطفال
وألا نسعى في تلبية رغباتهم
على حساب ضياعهم ودمار عقولهم
وعلى حساب التخلص من مطالباتهم
او لاجل اشغالهم عنا كي نتفرغ لاجهزتنا
وكما نعلم بأن كل شيء اصبح مفتوح
وليس كما كان في السابق مشفر وممنوع
بل فتح الباب على مصراعيه لمشاهدة كل شيء
سواء جنس أو شذوذ أو الحاد أو تفاهات
أو معلومات خطيرة من شأنها غسل ادمغتهم
وتغيير خارطة أفكارهم وطمس معالم تربيتهم
وإذا كنا نحن ونحن أهل الوعي والإدراك
نتأثر بما نشاهد ونسمع
فما بالك بهؤلاء الصغار العزل !

كالعادة اعتذر عن الإطالة


شكراً النايفة



تقديري


‏ِ
أريد أن أعترف
لقد كنت أريد جلب كافة الأعضاء لكل هذه المحاور التي ذكرتها
للأسف كان الموضوع ارتجالياً وسريع
كنت أريد أن نوقع قرار إدانه ذاتي لنا جميعاً دون استثناء
نعم الجميع مدمن وان كان هذا الإدمان متفاوت بين شخص وآخر
لم نعد نبتكر في حياتنا شيئاً خارج نطاق التقنيه
الحلول موجوده لكنها بحاجه لهمه
نحتاج لثوره حقيقيه تقتلع هوس المواقع من أعماقنا
المسؤوليه جباره لنا وعلينا
الجيل القادم مسؤوليتنا الحفاظ عليه
بأي طريقة أو وسيلة كانت


رائع أيها المتأمل
كل محور هنا جدير بالإقتباس
كل محور أجده موجه لي بشكل مباشر
وأظن أن الجميع يستشعر واجبه تجاه نفسه وعائلته

أحسنت على التعليق والإطاله أيضاً