عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-21, 07:25 AM   #813
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




. من درر العثيمين


قال الشيخ الفقيه/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه اللّٰه تعالى-:

"الإنسان إذا لم يحرص على علاج مرض قلبه فإنه يعاقب بزيادة المرض لقول اللّٰه تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً}.

و لا شك أن هذه العقوبة أعظم من العقوبة بفقد الولد والأهل والمال.

وكثير من الناس يغفل عنها فكثير من الناس، يظنون أن العقوبة إنما تكون في الأمور الظاهرة كالأبدان والأموال والأولاد.

والحقيقة: أن العقوبة بمرض القلوب وفسادها أشد وأعظم من العقوبة بمثل تلك الأمور، بل إن كثيراً من الناس يكون قلبه ميتاً يصاب بالمصائب من الخوف والجوع وغير ذلك من المصائب المادية المحسوسة؛ ولا يرعوي ولا يرتدع عما هو عليه من الفسوق والعصيان...".


المصدر:

كتاب أحكام من القرآن الكريم - ج: (١) ص: (٨٧).

========

.لا بد من التفريق بين أمرين:

بين ضعفك في العبادة وبين قوة شعورك باستحقاق الله للعبادة!

أما عن التقصير في العمل; فكلنا مقصرون وسنبقى مقصرين; لكن المطلوب منك أن تسعى جاهدا لتقوية شعور استحقاق الله للعبادة في قلبك، فتربح علىٰ الله أجور هذه العقيدة!

ألا ترى كيف أن إنفاقنا لمثل جبل أحد ذهبا لايساوي مدّ الصحابة أو نصيفه، وذلك لقوة ما وقر في قلوبهم من استحقاق الله للتوحيد ؟!

من اللقاء الثالث من رسالة الأصول الثلاثة.



أ. أناهيد السميري

==========

قال الإمامُ الأوزاعيُّ: "ما من أمرٍ أمَرَ اللهُ تعالى به إلَّا عارضَ الشَّيطانُ فيه بخَصلَتَينِ، لا يُبالي أيُّهما أصابَ: الغُلُوُّ والتَّقصيرُ".

ذكَرَهُ السَّخاويُّ في المقاصدِ الحَسَنةِ ( ص٣٣٢ )، والعجلونيُّ في كشفِ الخفاءِ ( ١ / ٤٧٠ ).

وقال الإمامُ ابنُ القيِّمِ في الوابلِ الصَّيِّبِ ( ص٢٩ - ٣٠ ): "وما أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بأمرٍ إلَّا وللشَّيطانِ فيه نَزغَتانِ: إمَّا تقصيرٌ وتفريطٌ، وإمَّا إفراطٌ وغُلُوٌّ.
فلا يُبالي بما ظفرَ من العبدِ من الخطيئتَينِ، فإنَّه يأتي إلى قلبِ العبدِ فيُشامُّه: فإن وجدَ فيه تقصيرًا وفُتورًا وتوانيًا وترخيصًا؛ أخَذَهُ من هذه الخُطَّةِ، فثبَطَّهُ وأقعَدَهُ، وضرَبَهُ بالكسلِ والتَّواني والفُتورِ، وفتحَ له بابَ التَّأويلاتِ والرَّجاءِ، وغيرَ ذلكَ، حتَّى رُبَّما تركَ العبدُ المأمورَ جُملةً.

وإن وجدَ عندَهُ حذَرًا وجِدًّا وتشميرًا ونهضةً، وأَيِسَ أن يأخُذَهُ من هذا البابِ؛ أمَرَهُ بالاجتهادِ الزَّائدِ، وسوَّلَ له أنَّ هذا لا يكفيكَ، وهِمَّتُكَ فوقَ هذا، وينبغي لك أن تزيدَ على العامِلِينَ، وأن لا تَرقُدَ إذا رَقَدُوا، ولا تُفطِرَ إذا أفطَرُوا، وأن لا تفتُرَ إذا فَتَرُوا، وإذا غسَّلَ أحدُهم يدَيهِ ووجهِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ فاغسِلْ أنتَ سبعًا، وإذا توضَّأَ للصَّلاةِ فاغتسِلْ أنتَ لها، ونحوَ ذلك من الإفراطِ والتَّعَدِّي، فيحملُه على الغُلُوِّ والمُجاوَزةِ وتَعَدِّي الصِّراطِ المُستقيمِ، كما يحملُ الأوَّلَ على التَّقصيرِ دُونَهُ وأن لا يَقرَبَهُ.

ومقصودُه من الرَّجُلَينِ: إخراجُهما عن الصِّراطِ المُستقيمِ، هذا بأن لا يَقرَبَهُ ولا يدنوَ منه، وهذا بأن يُجاوِزَهُ ويتعدَّاهُ.
وقد فُتِنَ بهذا أكثرُ الخلقِ، ولا يُنجي من ذلكَ إلَّا عِلمٌ راسخٌ، وإيمانٌ، وقُوَّةٌ على مُحارَبَتِه، ولُزومُ الوَسَطِ، واللهُ المُستعانُ".

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس