عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-21, 11:58 AM   #2693
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  يوم أمس (09:14 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وهناك تعب من رحلة الصراع اليومية التي تدور اعتى معاركه بينه وبينه،،، فهناك تأنيب ولوم الذات كي يخلص نفسه من الألم بالبوح،، فالكتمان يزيد من الجراح جراح،، فلا متنفس ولا شكوى،، ذاك العتاب يطلبه ويستحثه أن يبين ما ألم به،، وهنا التعجب لماذا كل هذا الحرص على التكتم؟؟؟ أهو خوف على طرف آخر تصارع النفس ذاتها على سلامته؟؟؟ أم هو خشية على تهور الذات بتصرف لا يحمد عقباه؟؟؟ أم هو حرصا على سلامة طرف عادل الروح بل فاقها معزة وحبا حتى لا يكاد يحتمل أن يهجوها من النفس للنفس،، ولا يستسيغ فكرة كراهيتها حتى من تلك النفس،، لذلك كانت تعبر عن أسرار النفس وخفاياها ومكنونها الذي حفظه وصانه،،،
كل تلك الاحتمالات واردة الظن،،، ويقترب صدق الظن بالحالة الأخيرة،،، ما الذي جعل أن يكون يخشى على تلك التي سببت آلامه أن تكون المعنية بالأمر،،، لأنه في آخر شطر هنا خصها هي بمناداتها "يا جارة الوادي"
ولكن قبل الانتقال لجارة الوادي ،، إن في محاكاة نفس الحكاية إنما تجديد للجراح،،، وإعادة الحديث مع الذات يجعل تلك الجروح تدومي فلا تجد طريقها للإلتام ،،، وهنا خدعة ثانية لمن يخاطب ذاته؟؟؟ طالما كل ثلث مسا أخير يكون صراع على تلك "جارة الوادي" فأي جرح سيلتئم!!! أن ذاك الشعور يحاكيها كل ليلة،،، لذا تجدد الجرح يتجدد وهنا النكران مستنكر،،، لأن في المعنى المجمل ما يسير عكس التيار والرغبة،،،
فقط هو الحفاظ على الود والعشق ولا سواه،، يغض الطرف عن كل ما يكدر صفو ذكراها،،،
"الشعور اللي يعاتبني": استعارة / شبهت الشعور كالإنسان المعاتب اللائم/ الغرض هنا بيان الصراع آخر الليل بتذكر من اشقت شاعرها
يعاتبني: كناية عن لوم النفس على التقصير في حق نفسها،،،
أكنه داخلي: كناية عن الخفايا والأسرار المتعلقة بهيام عاشق،،،
لنستحضر سيرة "جارة الوادي" جارة الوادي هي قصيدة في الأساس لأمير الشعراء أحمد شوقي عنى بها "زحلة" لبنان،،، وكان الوادي "العريش" فزحلة هي جارة لوادي العريش في لبنان،،،
هل كان يقصد شاعرها زحلة ؟؟؟
لأ طبعا،،، لماذا قلت أن شاعرها هنا لم يلتقِ مع غرض اللقلب الأصلي لشاعرها شوقي؟؟؟ غرض شوقي يختلف عن الغرض العام للقصيدة هنا،،، ثم عندما نصف أحدهم مثلا بليلى قيس هنا اسقاط صفة ليلى على المحبوبة ليقارب من اطلق تلك الصفة بينه وبين قيس بن الملوح مثلا،،،
هنا الشاعر واضح لم يعنيه مدينة من مدن العالم،،، بل يتحدث عن من تسكن داخله،،، السؤال هنا طالما يعبر عن مكنونات الذات فما هو السر الخفي؟؟؟ يكمن بمن عشقها،،، لذا يخاطبها مُلقي وصف الحسن عليها مثل زحلة جارة وادي العريش وعلاقتها بنهر البردوني،،، الذي فعله الشاعر توظيف حُسن مكان واسباغه على فتاته التي يعشقها ،،،
وكثير ما يتداول هذا النوع من القصائد والتي يطلق عليها "الرمزية" ،،، ممكن في كثير من القصائد يرسم الشاعر حب وطنه من خلال أوصاف فتاة فهي مثلا الملاذ الآمن والحنان و و كلها صفات الأم يقصد الكثير من الشعراء من تلك الصفات وصف الوطن،،، لذا كان من إبداع الشاعر هنا،،، نزع الصفة من غرضها الأصلي وتوظيفها بما يتناسب مع سياق قصيدته العامة،،، ذلك ذكاء وإبداع التوظيف،،،
تلك جارة الوادي سبب جروح نازفة،،،
ابدعت وامتعت هنا


 

رد مع اقتباس