08-17-21, 12:02 PM
|
#2695 |
| | 
أن تلك العينين تروي قصتها وفقدها،،، كل ليلة وذلك باجتياح الحنين والله على الروعة هنا فالاجتياح مصطلح عسكري يدل على المباغتة والغزو والاحتلال ،،، قُلب هنا ووظف بشكل رائع ،،، وكأن الحنين جحافل من جيوش مباغته غازية غارت على أرض بصورة مفاجئة فأربكت كل معايير وخطط الدفاع،،،
ذاك الاجتياح المباغت كانت نتيجته أنه أَجبر العين على السهد والسهر بشكل مبالغ به جاوز عن حده الطبيعي المعتاد المألوف والمقبول،،، فالإنسان يقسم ساعاته اليومية بين يقظة ونوم،،، إلا أن فكر يجتاحه من شأنه قلب الموازين،،،
ولأن الحنين والشوق إليها يزوره كل ليلة لذا يكون السهر من نصيبه،،، وهنا الواقعية رائعة يأتي الإنسان بجسم منهك متعب،،، وفكرة ما كفيلة أن تغض مضجعه فينساق بالإمعان في تلك الفكرة أو ذلك الحدث الذي يشغله عن نومه رغم أن وقت نومه قد حل وبه إرهاق إلا أن دماغه مشغول بالتفكير مما جعله يقاسم ليلته السهد والسهر،،،
راائع
العاشق الذي انتهك حرمة نومه الحنين والشوق يعيش وفق نفس منظومة سرقة نومه من خلال فكرة ما،،، وتنصيب السهد عامل نشط بشكل مبالغ به فلا تقاس ساعات نومه بمعادلة طبيعية لأن ساعات اليقظة القلقة احتلت القسم الأكبر،،، روعة إبداع هنا
اجتاح الحنين: استعارة/ شبهت الحنين كقوة غازية وجحافل محتلة/ الغرض منها: بيان مدى الشوق الكبير لها،،،
طرّف: التطرف المبالغة والمجاوزة في الحد هنا كناية عن السهد والأرق الذي يعانيه شاعرها جراء غيابها ،،، |
|
|
 |