عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-21, 06:58 AM   #835
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:45 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



{وَاذْكُرِ اسْمَ ربك}

أي: كن مداوما على ذكره ليلا ونهارا، ونلاحظ أنه أتى هنا اسم الرب خاصة و ليس اسم الله، ولهذا دلالة عظيمة الأثر عليك؛ فتربية الله لا تنقطع عنك أبدا؛ يطعمك، يسقيك، يؤويك، يكسوك، ولو تأملت أدنى تأمل في حالك لرأيت أنك لست مسؤولا عن نفَسٍ يُدخل الهواء إلى رئتيك، ولا عن قلب يدق فيضخ الدم ليروي بدنك، ولا عن كلًى تطرد الخبث عنك، ولا عن أي وظيفة من وظائف جسمك التي تبهر الألباب.

أنت متفرغ لإصلاح قلبك، وذكر ربك؛ فاذكر اسم ربك.

من لقاءات مناسبة ختم الآيات بأسماء الله الحسنى.
===============

( جعل الله في القلب نداءً يقول: إن هناك إلهًا واحدًا )

لابد من التنبيه على أمر مهم، وهو أن تعلم أنه لايزال وسيبقى هناك صوت يُنادي في فطرة كل الخلق قائلًا:

"هناك واحد عظيم له كمال الصفات فوق كل ماتعبدونه من المخلوقات"!

هذا الصوت يبقى يُلِح عليهم، ويدفعهم للبحث، فهناك من يستجيب له فيخرج من باطله، سواء كان يعبد (بوذا)، أو يعبد (البقر)، أو يعبد ما يعبد، وهناك من يسكت هذا الصوت حتى يخنقه، وهذا ما يفسر لك كيف أن هندوسيًا يعيش بين المسلمين ولا يسلم، وهندوسيًا في أرض الهند يسلم،
فالقصة ليست فقط في عَرْض الإسلام، وإن كان عرض الإسلام أمرا مهما، ومسؤولية، لكن لابد أن نفهم أن الله أعطى الخلق كلهم فطرة في قلوبهم –صوتًا - يلجئهم إليه وحده، وهذا الصوت هو الذي جعل العرب في حال الاضطرار لا تتجه إلا إلى رب السماء!

مثل هذا تجد شواهده عند من دخل في الإسلام، فهناك أناس لم يمد لهم أحد بورقة، ولا كلمة، وإنما دفعهم نداء القلب الذي يقول:
لابد أن يكون هناك واحد فوق الجميع !

ولتعلم أن هذه المشاعر هي التي تدفع كثيرًا من الغرب والشرق لِتَنْفِيثِهَا في شيء مثل الرجل الخارق- سوبرمان- أو غيره، فهم يتصورون أنه لابد أن يكون هناك أحد في العلو، وقريب، ويعرف الأحوال، ويستجيب لو نُودِي، وله قوة خارقة، فهذا كله استجابة لفطرة أقامها الله في قلوبهم، ولكن هناك من استجاب فأفسد في استجابته، وهناك من استجاب فأرشده الله:
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}

{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}

{وَلَا يَظْلِمْ رَبُّكَ أَحَدَا}

أ. أناهيد السميري

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس