الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-21, 01:36 PM   #727
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  يوم أمس (10:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



خلق
الله الانسان... جسدا, روحا و نفسا. خلقه و فطره على فطرة بيضاء تضيء و
تملأ الكون نورا لحظة ميلاد ذلك المخلوق الذي خلقه الله فأبدع. كل معاني
الحياة الجميلة تتمثل في ذلك الطفل, من صدق, شفافية, رقي و براءة.

ينشأ
هذا الطفل في بيئة معينة, لم يختر أن يولد فيها, لكن ما باليد حيلة فهو
مسير في ذلك الأمر... يتطبع بطباع من حوله, يتشرب مبادئ و أخلاق معينة بحسب
تلك البيئة. فاذا ما بلغ و أصبح عاقلا مدركا للواقع, انكشفت الحقيقة.

لماذا
ضل الانسان عن المسار الطبيعي للحياة, الذي هيأه الله ليتلائم و تلك
الفطرة التي فطره عليها... أذلك بسبب البيئة التي نشأ فيها الانسان؟ أيقع
الخطأ على الآخرين فقط؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك ؟!

يزن
الله الأمور بحكمته, ففي الخير حكمة و في الشر أيضا حكمة... يتمثل الخير
في فطرة الانسان, أما الشر فهو قابع بداخله في صورة ظلام وضعه الله بداخل
الانسان... و هنا يتحقق عنصر الاختيار, للانسان حرية اختيار الطريق الذي
يريد أن يسير فيه... لقد خلقه الله وحده, سيموت وحده و سيحاسب عما فعل في
حياته وحده.

اذا فالأصل هو الخير بكل سماته و
انما كان الشر عنصرا في ازدياد مستمر, كلما تعمق الانسان في الحياة و اتسع
ادراكه, احتك بمواقف في حياته اليومية, تعامل مع البشر بمختلف أشكالهم و
ألوانهم النفسية... العبء الواقع على عاتق الانسان اذا, هو أن يكبح جماح
الشر, بابتعاده عن مصاحبة الأشرار, أن يبتعد عن بؤر الفتن و أن يتق ربه في
كل ما يفعله, تلك الأمور تجعل من الشر الذي خلقه الله بداخل الانسان, جزءا
مهمشا, قلما يتأثر الانسان به في حياته اليومية.

تتمثل
معاني الخير, في النفس اللوامة, التي تلوم الانسان على ما يبدر منه من سوء
في حق الله و في حق البشر, أما عن النفس الأمارة بالسوء, فهي مصدر كل شر و
ظلمة يتخبط فيها الانسان, لا يسلم من ظلماتها الا حكيم, عرف ما هو الخير و
ما هو الشر و أثر كل منهما عليه و على المحيطين به... يتمسك بدينه و
الدستور الروحاني المنزل من المشكاة الالهية... لا تهزه شهوة و لا لذة, فهو
يعلم أنه انما خلق الانسان ليعطي و يكرس طاقة روحه التي نفخها الله فيه
للخير الأكبر و لسلام البشرية, الذي يجد فيه سلامه النفسي.

لا تلعن الشر, انما خلق لنقدر قيمة الخير... و ليبدد ظلماته نور الخير...

اعرف
دينك حق معرفة... اخشع في صلاتك, ابك في سجودك, طهر نفسك من ظلمات الشهوات
و الملذات النابعة من مصدر الشر في أعماق الانسان... لا تهوى للأسفل, بل
ارتق لأعلى درجات الخير... فطاقة الانسان الروحانية لا محدودة و انما أنعم
الله على الانسان بنعمة العقل, ليتفكر و يفرق بين الصواب و الخطأ... حرك
تلك الطاقة بالخير و لا تضل في طريق الشر... فهو طريق من سار فيه لم يعد...
خسر دنيا و خسر آخرة.

كن كالطفل... يملأ الدنيا
ببرائته و بالخير... أم أننا نسينا تلك المعاني لدرجة تشوهت بها نفس كل منا
ز ملأ الشر الدنيا بدرجة تثير الرعب في أنفس الأخيار... رعب يمنعهم من
العطاء و يصدهم عن فعل الخير, خوفا من الرفض و النبذ.

للأخيار
أقول... فلتتحلوا بالصبر على الشدائد و العزيمة عند فعل الخيرات, فالعبء
الذي يقع على عاتققم كبير... فمن يعلم حقيقة الواقع و الشر المنتشر في
العالم, وجب عليه أن يجاهد و أن يناضل في سبيل التغيير... هدف أسمى و غاية
عليا هي التي يجب أن تملأ كيانكم و تصبح عقيدة تسيرون على نهجها و من
أجلها.
أما شرار الخلق... فقولا واحدا... استقيموا, يرحمني و يرحمكم الله.


 

رد مع اقتباس