عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-21, 06:21 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:45 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أمهات المؤمنين في سطور ...... ( 9 ) ......... ))

السيدة عائشة رضي الله عنها (4 )

لقد كان يعلم صلي الله عليه وسلم مدى محبتها له ومدى غيرتها عليه ، وكان يراعى ذلك، ولقد عبّرت هي عن ذلك بقولها له : " وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ "
( رواه مسلم )


فهاهي رضي الله عنها تضع ثيابها عليها وتخرج في أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ،حينما وجدته خرج من عندها فجأة ولم يلبث لديها ،ولندعها رضي الله عنها تحكي لنا ؟؟

" لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع

، فلم يلبث إلا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره ..

حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعتُ، فهرول فهرولتُ، فأحضر فأحضرتُ، فسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل ..

فقال: ""مالك يا عائش حشيا رابية؟"
قلت: لا شيء، قال: "لتخبريني أو ليخبرنّي اللطيف الخبير"
قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرتُهُ
فقال: "فأنت السواد الذي رأيت أمامي" ؟
قلت: نعم، فلهدني في صدري لهدة أوجعتني
ثم قال:" أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله" ؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ قال: "نعم"

قال: "فإن جبريل أتاني حين رأيتِ، فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وظننتُ أن قد رقدتِ، فكرهتُ أن أوقظكِ، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم"

قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون "
( رواه مسلم )

لقد خرجت السيدة عائشة رضي الله عنها خلف الرسول صلى الله عليه وسلم، مدفوعة بحرارة الغيرة لتقفو أثره وتعلم خبره ،فوجدته ذهب الى البقيع إلى قبور أصحابه رضى الله عنهم ،ليدعوا لهم ويستغفر لهم

،ويعود فتعود تجري كى لا يدركها وتصل قبله صلي الله عليه وسلم ،وتستلقي علي فراشها ،ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم ،وتفضحها أنفاسها المتلاحقة من شدة الجري ،ويحاصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسئلة وتعترف فيدفعها بكفه في صدرها معاتبا لها علي فعلها، ويخبرها بالخبر ..

وهنا نستوقف عند الرقة المتناهية للرسول صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته ،فقد خشى أن يوقظ السيدة عائشة رضي الله عنها وحرص على الخروج بهدوء ، ونتوقف عند ذكاء أمنا رضي الله عنها فقد حولت الموقف من عتاب إلي سؤال واستفسار عن السنة القولية عند زيارة القبور )

وفي يوم من الأيام شعرت بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث عند السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها مدة أطول مما يمكث عند بقية زوجاته ، وعرفت أنه يمكث عندها لأنه يشرب عندها العسل وكان عليه الصلاة والسلام بحب العسل ،وهاهى رضي الله عنها تروي لنا القصة ..

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يشرَبُ عسلًا عِندَ زينبَ بنتِ جحشٍ، ويمكُثُ عِندَها، فواطَيتُ أنا وحفصَةُ على : أيَّتُنا دخَل عليها فلتقُلْ له : أكَلتَ مَغافيرَ، إني أجِدُ منك رِيحَ مَغافيرَ، قال : ( لا، ولكني كنتُ أشرَبُ عسلًا عِندَ زينبَ بنتِ جحشٍ، فلن أعودَ له، وقد حلَفتُ، لا تُخبِري بذلك أحدًا)
( البخاري )

المغافير: صمغ حلو المذاق كريه الرائحة
ولنا لقاء متجدد بإذن الله
تابعونا ...