عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-21, 05:39 PM   #1
متأمل

الصورة الرمزية متأمل

آخر زيارة »  02-13-24 (08:16 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي اكتبك بكل إحساس ..




ً
ً

اكْتُبُك بِكُلّ إحْسَاس انوَلد
فِي أَوَّلِ لِقَاءٍ
وَأَوَّل نَقَاء
وَأَوَّل صَفَاء
وَأَوَّل اِرْتِقَاء

أَكْتُبُك بِكُلّ شُعُور تَشْكل
مَعَ أَوَّلِ لَهْفَة تَعَمَّقْت
فِي أَعْظَمِ دَفْقَة
ترَسْبت فِي أُصُولِ الْوِجْدَان

أَنْتِ كَثِيرَةٌ فِي خَيَّالِيٌّ
قَلِيلُةُ فِي سُؤَالِي
بَسِيطِةٌ فِي انْزوَائي
صَعْبَةُّ فِي ثَنائِيَّ

كُلُّ مَا فِيك أَغْرَبُ مَا فِيك
مُذْهِلَةُّ فِي تَجلَيْك
غَامِضَةٌ فِي تَعاَليْك

فَلْسَفِيَّةٌ الْخَيَال
مَنْطِقِيَّةُ الْجَمَال
مَلسْونة الْوِصَال

تُهْت فِي عَالَمِك المُتَراَمي الْإِحْسَاس
وَوَصَلَت لِسَاحِل أَنْفَاس رِضَاك

لستِ مِنْ نَسْجِ خَيَّالِيّ
وَلَا مِنْ رِوَايَاتٍ السَّرَاب
أَنْتِ عُمْق تَكَوّن دَاخِلَ اَفكَارِيّ
وَيَقِين تَشَرَّبَتْه كُلّ قَنَاعَاتْيّ
وَأَيْمَان حَوْى كُلّ ظُنوني

أَنَا لَسْتُ فِي حَالَةِ أَنْ اوصفك
فانتِ فُقَتيّ أَوْصَاف الْحُرُوفِ
وَتَربعتِ فَوْق هَامَاتِ الِابْهَار

إنْسَانَةٌ أَنْتِ وَأَكْثَر
فِيك مَا فِي غَيْرِك
لَكِنَّك قِيمَةٌ ثَابِتَةٌ
وَعَقْل مُتَّزِن
وَعَاطِفَةٌ مَجْنُونَةٌ
تَتَوَقَّد تَحْت جَمْر الصَّمْت

لَم تُبهريني وَلَم تَأْسرُني عَيْنَاكِ
وَلَا وَجْهُكِ الْبَدْرِيّ وَلَا قَدْكِ اَلميّاس
فَانَّا لَا أَمِيلُ إلَى سَطْحِيَّة الْأَشْيَاء
وَلَا تَأْخُذَنِي شَنْشَنَةٌ الْأَجْسَاد

وَمَا دَعَانِي إلَيْكِ
واوْرَدَني حَوْض رَوَعْتكِ
هُو ثَبَاتِكِ اَمَام طُغْيَان الْإِغْرَاء
وتَميّزُكِ بِجَمال الْحَيَاء
فِي مَوَاطِنَ الْأَهْوَاء

خُلِقَتِْ فِي زَمَنٍ لَيْس زَمَنْكِ وَلَا وَقْتِكِ
فزَمْنُكِ تَعَدَّى هَذَا الزَّمَنِ حِينَ وُلِدَ قَبْلَه
وتَحدى بَهاَرِج الاسْتِعْراض وَالْإِغْوَاء
حِين انْعَطْف عَلَى نَقَاء تَصَوُّرِه
وَعُمْق تَفْكِيرِه وَوَفَاء شُعُورُه

تَسَامَى بِكِ النُّور الْمَخْلُوقَة مِنْه
وَارْتَقَى بِكِ الْأَمَل المُتَجذِر فِي اَصْولِك
واشرقتِ سَعَادَة حِين مَسّ عِطْركِ
إحْسَاس الْحب

مَجْنُون أَنَا حِينَ أَكْتُبُ عَنْكِ وَفِيكِ ولَكِ
مَوْصُوف بالمُتَخيِل اَلَسْابِح فِي سَرَابْ
يَقُولُون مَغْرُورٌ وَمَعْقِدٌ وَغَامِض
وَيَعضَّون عَلِيّ الشِّفَاه مِن الْغَيْض

وَذَلِك لِأَنِّي اَرَسم أَدَقّ تَفَاصِيل جَمَالُكِ
وَاكْتُب عَنْ أَصْلِ تَفكيْركِ وَعُمْقٌ شُعْورَكِ
وَأُظْهِر حَقِيقَة مَكنْونكِ وَطُهْرَ نَوَاياَكِ

مَحْسُودٌ أَنَا عَلَيْكِ وَالْكُلّ يتهمُنْيّ
لَكِنِّي لَا اجاري الظُّنُون وَلَا اتمرد عَلَى التُّهَم
فَكُلُّ مَا قيل ويُقَالُ هُوَ عِلَّةُ مَنْ عَجَزَ أَنْ يَنَالَ

لَا عَلَيْنَا فَنَحْنُ فِي عَالِمِنَا الْمُخْتَلِف نُحَلِقْ
لَا عَلَيْنَا فَكُلّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ
لَا عَلَيْنَا فَكُلّ الْأَشْيَاء تَتَمَيَّز بِأَضْدَادِهَا

سواحلنا تُبَحَّر مِنْهَا كُلّ تَعَابِير الْجَمَال
وكَلمْاتُنا غَيْمات تُمطَّر الْحَيَاة وتحييّ الْآمَال

فَهَيَّا تَعَالَي نسافر خَلْفَ كُلِّ التوقعات
وَهَيّا تَعَالَي نُحَلق فَوْقَ وَاقِع الْحَيَاة
وتعالي لنَسْرَحُ فِي مَشَاعِر السُّرُورِ وَالْفَرَحِ
وننام باحّضَان الْأَمَان ونتكئ عَلَى صَدْر الثِّقَة
وَلنُغلَق خَلْفَنَا كُلّ أَبْوَاب الْجُنُون وَالظُّنُون
وَنَعِيش فِي رَغَدٍ الْحَبّ وَالْغَرَام
ونَتَنفس عَبَق الصِّدْق وَالِاهْتِمَام

وَلَا عَلَيْنَا إذَا الْتَقَيْنَا
فعيون الْكَوْن سَيُصيبها الرَّمَد
وَأَفْوَاه الأَحْزَان سَيُصيبها الْخَرَس
وَكُلّ مُعْجِزَة أَرَادَت فَلَمْ تَسْتَطِعْ
وَكُلّ حَظٍ وَافِرٍ بِنَا سيحْتَفَل

تَعَالَي نَسَّرْح مَشَاعِر الشَّوْق واللهفات
تَعَالَي نَعيش الصِّدْقِ فِي الآهات
تَعَالَي نُلون وَجْه الْحَظّ بالبَسَمات
تَعَالَي نَخُوض غِمَار كُلّ التحديات


ِ