عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-21, 08:04 AM   #840
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:13 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



التوحيد هو الاختبار العظيم، وهو أصل رفعة الناس وانخفاضهم.

الله - عزَّ وجلَّ- ينظر إلى قلوب الخلق ويختبرهم هل هم بربهم متعلقون، وحول رضاه يطوفون، ولثنائه وحده يسعون، أم أن قلوبهم زاغت؛ فأصبحوا حول أنفسهم أو حول الآخرين يطوفون، وإلى ثناء المخلوقين يسعون!!

مثال ذلك: أنت تصلي الضحى الآن؛ فيبتليك الله بدخول شخص عليك، والرقيب سبحانه ينظر إلى قلبك هل يتحرك يريد ثناءه؟

الرجل لا يعلم هل تطلب ثناءه أم لا؛ لكن الرقيب - سبحانه- يعلم.

هل الإنسان الكامل لا يتحرك قلبه؟

الجواب: لا تظن أن الكامل يولد كاملًا ولا يلتفت قلبه إلى الرياء، ليست هكذا المسألة؛ بل هو يبتلى ويختبر، ويتحرك قلبه؛ لكنه يجاهد هذه الحركة، يعقد طاولة المفاوضات في ثوانٍ، يعطي زمام الحديث لإيمانه ليدلي بما لديه؛ فيسعفه الإيمان قائلًا:
إن هذا الذي تلتفت إلى ثنائه لا يساوي شيئًا، قد تنتهي من صلاتك فتجده نائمًا لا يدري عنك، وحتى لو وجدته صاحيًا ينظر إليك فماذا تساوي نظرة إعجابه، وكم تستغرق من الزمن والتفكير، وكم هي خسارتك لو استبدلتها بما عند الله من الثناء والقرب والأجر؟!

إن الله لا ينام، ولا ينسى، ولا يغفل، وطلبك لثنائه وحده يساوي عنده الكثير، ويعطي عليه الكثير، فلا تظلم نفسك، لا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!

هذا ما يقوله العاقل لنفسه أثناء جهاده مع الرياء، إلى أن يمن الله عليه؛ فيغلق عليه هذا الباب، ويصبح لا تضره هذه الفتنة!

انظر لهذا الحديث: ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودا أيما قلب أشربها نكت فيه نكته سوداء، وأيما قلب أنكرها نكت فيه نكته بيضاء))، تأمل من نكت فيه نكتة بيضاء ماذا يحصل له؟
ينقلب ويصبح أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة إلى قيام الساعة، وهذا فضل عظيم، بمعنى أنك تجاهد في باب الرياء، وبعد ذلك يرحمك الله في هذا الباب فيقوي قلبك فيه؛ لكن لا تعتمد على نفسك، إنما الله هو من يغلقه عليك.


من اسم الله ( الرقيب).
أ. أناهيد السميري
======

{وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ}

هذا الذي يجب عليك أيها المؤمن؛ فلا تتبع قبلتهم الحسية، ولا قبلتهم الفكرية فتنظر إلى الدنيا كما ينظرون إليها فتصبح ماديا.

تمسك بالحق واترك الباطل، وتعلم من القرآن كيف تنظر إلى الدنيا، وكيف تنظر إلى الحقائق.

اجعل القرآن هو مصدر البصيرة لقلبك، والبصر لعينيك لترى الحقائق من خلاله.

من لقاءات السيرة النبوية في ضوء الهدايات القرآنية.


أ. أناهيد السميري

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس