عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-21, 06:21 AM   #19
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:44 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور......

السيدة حفصة رضي الله عنها ( 3 )


عاشت السيدة حفصة رضي الله عنها في بيت النبوة حياة سعيدة تقتبس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتتعلم منه ويغمرها بحنانه صلى الله عليه وسلم ، وكانت تربطها بالسيدة عائشة رضي الله عنها علاقة وثيقة ، وهما اللتان قال الله فيهما (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } فقد كانتا سببًا لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه، فعرض الله عليهما التوبة، وعاتبهما على ذلك، وأخبرهما أن قلوبهما قد صغت أي: مالت وانحرفت عما ينبغي لهن، من الورع والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، واحترامه


و قد روي أن سبب نزول هذه الآيات أن السيدة حفصة رضي الله عنها أفشت سرا أسره إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم و تعددت الروايات عن هذا السر الذي نبأت به السيدة حفصة رضي الله عنها و في اسباب نزول ايات التحريم و منها ان السيدة حفصة رضي الله عنها علمت ان النبي صلى الله عليه و سلم قد خلا بالسيدة مارية رضي الله عنها في بيت السيدة حفصة رضي الله عنها فبكت السيدة حفصة رضي الله عنها فاسترضاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فحرم السيدة مارية رضي الله عنها على نفسه موصيا السيدة حفصة رضي الله عنها بالكتمان و لكن السيدة حفصة لم تستطع ان تكتم السر عن السيدة عائشة رضي الله عنهما



وقيل أن السبب أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ السيدة زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً. فَتَوَاصَت السيدة عائشةو َالسيدةحَفْصَةُ رضي الله عنهما أَنَّ أَيَّتَهما دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ! أَكَلْتَ مَغَافِيْرَ! فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ. قَالَ: (بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُوْدَ لَهُ). فَنَزَل قوله تعالىَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ...} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوْبَا} -يَعْنِي: حَفْصَةَ وَعَائِشَة رضي الله عنهما َ-. {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ} قَوْلَهَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً.



و لما أعتزل الرسول صلى الله عليه وسلم نسائه دخل عمر رضي الله عنه على السيدة حفصة رضي الله عنها وهي تبكي فقال : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا .

وعت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها الدرس جيدًا كما وعته بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجعت إليها طمأنينتها بعد أن كادت تهلك من الحزن و الندم ، ولم تفعل بعد ذلك شيئًا يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته وظلت مثالًا للزوجة الوفية الصادقة التي لا تدخر جهدًا في سبيل إسعاد زوجها صلى الله عليه وسلم



وما زالت السعادة تخيم على هذا البيت النبوي المبارك إلى أن جاء اليوم الذي أظلم فيه الكون كله بوفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاعتصر قلب أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها من الحزن على وفاة زوجها وحبيبها ونبيها صلى الله عليه وسلم

وظلت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهدها عابدة لله عز وجل صائمة قائمة وعرفت بالعلم والفقه والتقوى ، وكثيرًا ما كان يرجع أبوها الفاروق رضي الله عنه إلى آرائها وأحكامها الفقهية وكانت لها مكانة عظيمة عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم



ولنا لقاء متجدد بإذن الله