عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-21, 07:25 AM   #23
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....

السيدة أم سلمة رضي الله عنها (1 )

"هند بنت أبي أمية رضي الله عنها "

ابنة زاد الراكب ..
هي أم المؤمنين ، هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية القرشية المشهورة بكنيتها أم سلمة رضي الله عنها ، ولدت رضي الله عنها لأسرة عريقة ، فوالدها أبو أمية سيّد من سادات قريشٍ المعدودين ، وكان مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء حتى لُقّب بـ " زادُ الراكب " ، إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته ويكفيه مؤونة ذلك
وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكنانية من بني فراس ،وهي بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وبنت عم أبي جهل بن هشام .



وقد تزوجت السيدة أم سلمة رضي الله عنها من ابن عمها عبد الله بن عمر المخزومي رضي الله عنه ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ،و أحد العشرة السابقين إلى الإسلام فقد أسلم مع أبي عبيدة الجراح وعثمان ابن عفان والأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنهم جميعًا في يوم واحد، وأسلمت رضي الله عنها مع زوجها فكانت هي الأخرى من السابقات إلى الإسلام أيضًا .


وما إن شاع نبأ إسلام أبي سلمة وزوجه أم سلمة رضي الله عنهما حتى هاجت قريش وماجت وجعلت تصب عليهما من العذاب والأذى الشديد ، فلم يضعفا ولم يهنا ولم يترددا ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء قال لهم :" لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجًا مما أنتم فيه"
الألباني


فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفرار إلى الله بدينهم فكان أول هجرة في الإسلام وكان أول من هاجر من المسلمين أحد عشر رجلًا واربع نسوة انتهوا إلى البحر ما بين ماش وراكب فاستأجروا سفينة بنصف دينار إلى الحبشة .. وكان في طليعة هؤلاء المهاجرين : أبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة بنت أمية رضي الله عنهما .

مضت السبدة ام سلمة وزوجها رضي الله عنهما إلى ديار الغربة وتركت وراءها بمكة بيتها الباذخ وعزها الشامخ ونسبها العريق محتسبة هذا كله عند الله عز وجل طمعًا في مرضاته وطلبًا لجناته .
وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة فكانوا بها منهم من خرج بأهله ومنهم من خرج بنفسه بدون أهله .



وأمن المسلمون بأرض الحبشة وحمدوا جوار النجاشي ملك الحبشة وعبدوا الله تعالى لا يخافون على دينهم ولا على أنفسهم من احد وقد أحسن النجاشي جوارهم ووفادتهم .
فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله  قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة وأنهم أصابوا بها دارًا وقرارًا اجتمعوا وعقدوا بينهم مؤامرة ...

تروى أحداثها السيدة أم سلمة رضي الله عنها فتقول : "لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي ولا نسمع شيئًا نكرهه فلما بلغ ذلك قريش ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منهم الأدم فجمعوا له أدمًا كثيرًا ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدوا له هدية و بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص وأمروهما بأمرهم وقالوا لهما :
ادفعًوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم اسألوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم !

ففعل عمرو بن العاص وصاحبه ذلك حتى إذا دخلا على النجاشي قالا له :
أيها الملك إنه قد لجأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع ،وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه .

فقالت بطارقة الملك من حوله :
صدقًوا أيها الملك قومهم أعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهم فليرداهم إلى بلادهم وقومهم
فغضب النجاشي وقال : لا والله لا أسلمهم إليهما حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني .

ثم أرسل النجاشي إلى المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم وكلمهم فيما ذكره عمرو بن العاص وصاحبه وسمع منهم آيات من كتاب الله عز وجل فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته وقال : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاه واحدة ..انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما .

ثم قال النجاشي للمسلمين : اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي من سبكم غرم فما أحب أن لي جبلًا من ذهب وأني آذيت رجلًا منكم .
ثم أمر النجاشي برد الهدايا التي قدم بها عمرو بن العاص وصاحبه فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به وأقام المسلمون عنده بخير دار مع خير جار "
الألباني

ولنا لقاء متجدد بإذن الله