الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-21, 02:56 PM   #745
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (06:18 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




نَعلَم ونُدرِكَ أن لِكُلَ مُحيطٍ ولِكُلَ مجالٍ هُناك مُسَميات ودرجات


ولِكُلَ درجةٍ ومَسمىَ واجِباتٍ ومواصفاتٍ لابُد أن يكون أصحابِها


علىَ قدر كبير مِن الوَعي والإدراك لكي يستَحِقونَها بِجدارة


فالعالِم لم يأخذ هذا اللقب الجليل مِن لا شىء


كذلك القياس على الطَبيب ... المُهندِس .... المُدَرِس .... المُدير ... الموظف

وما إلى ذلِكَ مِن مُسَمَيات وألقابٍ وقوالِب


فَمِن غَيرِ المَقبول أن يَكُن صاحِب اللقب لا يُدرِكَ ماهيَته


فينسىَ ما يَجِب عليه وما هو مُطلوب مِنه


صِرنا نحيا داخِل قوالِب فارِغة


كُلٍ مَن يُحِب يتسَمىَ بِلَقبٍ أو بِصِفَةٍ أو بِمُسَمىَ


يَمشي مَزهِواً بِه مُتخيلا أنه يَشِعَ نور لِمَن حَولَهُ


ولكِنَهُ في الحقيقة ليسَ إلا مُجَرد قالِبٍ فارِغ لِهذا اللقب


فعجَبٍ ل اهو ظل كما هوَ بإنسانيَتِهِ وبمشاعِرهِ كَبَشر


ولا هو تحلىَ بِدقائِق لَقَبِه الذي لُقِبَ والذي سعىَ إليه حثيثاً


فكيفَ نَرتضَي أن نَكونَ كذلِك؟


قوالِب فارِغة ليسَ بِداخِلنا مِن تِلكَ الألقاب


بل نتَمرَس ونُجاهِد كثيرا ليَصبِحَ ذلك اللقب مَكروهاً ومذموماً


لماذا ؟؟


لأننا نِطَوعَهُ لكَي نَجعلَهُ مِثلُنا ؛ نَصبِغَهُ بِصَبغَةِ أهوائِنا


فتارَةٍ نَجعلَهُ نوراً


وتارَةٍ أُخرىَ ناراً


كُل حالةٍ بِحَسَبِ أهوائِنا


فمَن نرضىَ عنهُ نرفَعَهُ لِعنانَ السماءِ ونَسعَد ونُهَلِلَ لَهُ


ومَن لا يَهمِنا أمرَهُ نَخسِفَ بِه لإعماقَ الأرضِ


غَيرَ مُبالينَ بِمشاعِره ولا بألَمِه ولا بِِحُزنِه


متىَ نتعلَم ألا نَكون قوالِب ؟؟


متىَ نُدرِكَ أنَ لِكُلَ لقَب ولِكُل مُسَمىَ واجِباتٍ كَثيرة وثَقيلة جداً


فكثيرٌ مِن الأحيانِ نَرىَ الطبيب مثلًا لأنه طبيب ولأنه في هذا المَوضِع

يتعرَض لكثير مِن جَهلِ المُترَدِدين عليه


تُرىَ هل يلعَنَهِم ؟ هل يقوم َبإطلاقِ النارَ عليهِم؟


لا يفعل هذا بل يتَحمَل ويُحاوِلَ جاهِداً أن يمتَص تِلكَ الصغائِر لأنَهُ طَبيب

وحينَ يتعرَض أيضا لِجَرحٍ بيَده أو لتَجريحَ إمرءٍ ما


أتاهُ ولَم يفلِحَ معَهُ عِلاجَهُ هل يقوم بالعِراك معه أو يطعنَهُ؟


أم يتجاوز عنه ويحاولَ أن يُهَديء من حالته العصبية


وإن أخطأ في حَق مَريضه يقوم بالأعتذار له


وإن عاود المريض مرَةً أخرىَ عاتبه ورُبما رفضَهُ


ولكِن لا يَكسَرهً ولا يُحارِبَهُ ولا يزرع بِطَريقَهُ ما يُدمرَهُ


ما أردتَ الوصولَ إليه


لماذا لا نُدرِكَ ماهية تِلكَ الألقاب؟


لماذا نسعىَ أن نَكون ونَكون ولا نُدرِكَ ما وراءَ ذلِكَ ؟؟؟


ومثال آخر الأم


هل هُناك أُم لَم يتجاوز ولَدِها عليها ؟


الإجابة بالطبع لا


هل تبرأت مِنه؟ هل ظلت تلعنَهُ؟


بالتأكيد لم ولن يحدُث هذا


بل تتجاوز هيَ عَن كل هذا لأنَها أُم


رُبما كان القياس غريباً هُنا لكِن حينَ يَكونَ اللقب كَبيراً


وثقيلاً على صاحِبه فلينظُر لنَفسِه وليتدارس أمرَهُ


رُبما ما رأه مِن غَيرهِ مِن ذَمٍ أو مِن نَقدٍ جارح أو من تجاوز حِدودَه


رُبما كان به بَعضٍ مِنَ العُذر أو رُبما كانَ بسبب مؤثرات بَعيدة


أو رُبما كان بسبب تصَرُف لِصاحِب اللقب لَم يُدرِكَهُ جيداً

ً
فتركَ أثراً غَيرَ طَيب ورُبما جَرحٍ غائِرٍ أيضاً


فلنحاول إلتماس العُذرَ لبعضُنا البَعض


خصوصاً لو كُنتَ تَحمِلَ اللقب الأكبر


إجعل لقَبُكَ يَحتَويكَ أنت ولا تَجعلَهُ قالِباً لك و لأهوائِكَ


كُن الرَوحَ للَقب وللمَركَز وللمُسَمىَ


فلا يَكُن اللقب لعنةً تُصيبُكَ أو مصدَرٍ لِحُزنِكَ أو مَصدراً لإلام إناساً حَولِكَ


تحمل وكُن صَلباً تجاوز وتسامح وإعفُ فَتِلكَ ضَريبة اللقب


فإن لم تَكُن قادِراً علىَ ثَمن تِلكَ الضَريبة


فعفواً فقد أصبحتَ كالقالِب الفارِغ


وعفواً أُخرىَ لم ولن أكونَ قالِباً فارِغاً


سأكونَ كما أنا إنسانٍ بَسيط أملِكَ قَلَماً يهذي فقط


 

رد مع اقتباس