عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-21, 07:16 AM   #852
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:51 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




‏أنت مُحتاج إلى القرآن حتى في انشغالك، حتى في ذهابك وإيابك.. أنت مُحتاج إلى التيسير في أمورك وإلى السكينة والمعيّة، ولن تجد مُعيناً يُقوّي عزائمك كمثل قراءتك للورد اليومي أينما اتجهت وذهبت

‏يقول أَحد الصالحين:

«ما تلذذتُ بوقتٍ مثلما تلذذتُ بجلسة الفجر مع القرآن إلى الشروق، يشرقُ القلب فيها بنور القرآنِ»
========
طُوبَى لِلْغُرَباء

المتمسّكين بالسُّنّةِ بين ظُلُمَاتِ البِدَعِ والأهواء


قال النبي صلى الله عليه وسلم:

((بَدَأ الإسلامُ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطُوبَى للغُرَباء)) رواه الإمام مسلم


(طُوبَى) شجرةٌ عظيمة في الجنة، يسير الراكب في ظلِّها مائة عام لا يقطعها، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها.
[انظر: السلسلة الصحيحة رقم 1985]


قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"الإسلام الحق الذي كان عليه رسولُ الله صلّ الله عليه وسلم وأصحابُه هو اليوم أَشَد غُربة منه في أوّل ظهوره، وإنْ كانت أَعْلَامه ورُسُومه الظاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقي غريب جدًّا، وأهله غُرَباء أَشَد الغُربة بين الناس، وكيف لا تكون فِرْقةٌ واحدة قليلة جدًّا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات أَتْبَاع ورِئَاسات ومناصِب وولايات ولا يَقُوم لها سُوقٌ إلّا بمخالفة ما جاء به الرسول صلّ الله عليه وسلم؟ فإنّ نَفْسَ ما جاء به يُضَادُّ أهواءهم ولَذّاتهم وما هُم عليه مِنَ الشُّبُهات والبِدَع التي هي مُنتهى فضيلتهم وعملهم والشهوات التي هي غاياتُ مَقَاصِدِهم وإراداتهم؟

فكيف لا يكون المؤمن السّائِرُ إلى الله على طريق المُتَابَعة غريبًا بين هؤلاء الذين قد اتَّبعوا أهواءهم وأطاعوا شُحَّهُم وأُعْجِبَ كلٌّ منهم بِرَأْيِه؟...
ولهذا جُعِلَ للمسلم الصّادق في هذا الوقت إذا تمسَّك بِدِينه أجر خمسين من الصحابة!
[انظر: السلسلة الصحيحة رقم 494]،
وهذا الأجر العظيم إنّما هو لِغُربته بين الناس، والتمسّك بالسُّنّة بين ظُلُمات أهوائهم وآرائهم.
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه اللهُ بصيرةً في دِينِه وفِقْهًا في سُنّة رسولِه وفَهْمًا في كتابِه وأَرَاهُ ما الناس فيه مِنَ الأهواء والبِدَع والضّلَالات وتَنَكُّبِهِم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسولُ الله صلّ الله عليه وسلم وأصحابُه، فإذا أرادَ أنْ يسلك هذا الصراط، فَلْيُوَطِّن نفسه على قَدْح الجُهّال وأهل البِدَع فيه، وطَعْنهم عليه، وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه، كما كان سَلَفُهم من الكفار يفعلون مع مَتْبُوعه وإِمَامه صلّ الله عليه وسلم، فأمّا إنْ دَعَاهم إلى ذلك وقَدَحَ فيما هُم عليه: فهنالك تقوم قِيَامتهم ويَبْغُون له الغوائل ويَنصبون له الحَبَائل ويجلبون عليه بِخَيْلِ كبيرِهِم ورجله.
فهو غريبٌ في دِينِه لِفَساد أدْيانهم، غريبٌ في تمسُّكِه بالسُّنّة لتمسّكهم بالبِدَع، غريبٌ في اعتقاده لفسادِ عقائدهم... وبالجُملة: فهو غريبٌ في أُمورِ دُنْيَاه وآخِرَته، لا يَجِدُ مِنَ العامّة مُسَاعِدًا ولا مُعِينًا، فهو عالِمٌ بين جُهّال، صاحبُ سُنّة بين أهلِ بِدَع، داعٍ إلى اللهِ ورسولهِ بين دُعاةٍ إلى الأهواء والبِدَع، آمِرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروفُ لديهم مُنكَر، والمُنكَر معروف". اهـ
[مدارج السالكين ج3 ص188-189 باختصار]


قال الإمام القاسم بن سّلام -رحمه الله-:
"المُتَّبِع للسُّنّة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله".
[عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص252]


فتمسك أخي المسلم واصبر واستعن بالله، فما هي إلا مدة قصيرة وتودّع هذه الدار الفانِيَة


{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
[سورة اﻷنعام 32]

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس