عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-21, 06:28 AM   #30
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:59 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ( 2 )

قبلت السيدة زينب رضى الله عنها الزواج من زيد رضي الله عنه على مضض لانها كانت تراه دونها في الشرف والنسب فهو مولى وهي شريفة من شريفات بني هاشم ، وكانت الحياة بينهما غير مستقرة تخلو من المحبة والصفاء ،وكان زيد رضي الله عنه يشكوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتكي له من عدم استطاعته البقاء معها

وجاء زيد رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يأذن له في طلاِّق زينب رضي الله عنها ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ردَّه، وقال له: "اتَّقِ اللهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ". فأنزل الله تعالى قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاس وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]



فالله تعالى قد أخبر نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن زينب رضي الله عنها ستكون زوجةً من زوجاته، وأنه لابد لزيد رضي الله من مفارقتها وأن الله تعالى سيزوجه اياها ليبطل عادة التبني ،وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحى من أن يقال عليه صلى الله عليه وسلم تزوج زوجة ابنه وخاف المنافقين وأقوالهم؛ فعاتبه الله تعالى على خشيته من الناس في شئ قد أباحه الله له ؛ ليكون لزواجه من السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها حكمة تشريعية عظيمة، وهي إسقاط التبني، هذه العادة الجاهلية المستحكمة في نفوس الناس والتي تؤدي إلى اختلاط الأنساب وضياع الحقوق.



وأول من يُطبِّق هذه الحكمة هو النبي صلى الله عليه وسلم على مَنْ تبنَّاه؛ إذ كان زيد رضي الله عنه منسوبًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يُقال له: زيد بن محمد. ثم أُسقط التبني فنُسب لاسمه الحقيقي زيد بن حارثة رضي الله عنه

ولقد كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها إحدى دلائل نبوته ، وذلك لما تضمنه هذا الزواج من معاتبة الله له صلى الله عليه وسلم ، وهي معاني لو لم يكن عليه الصلاة والسلام نبياً لأخفاها عن الناس ، حفظا لسمعته وصونا لهيبته ، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكتمها ، بل بلغها ، وبلاغه لها صلى الله عليه وسلم دليل صريح على أنه رسول الله حقاً، والمبلغ عن الله صدقاً .

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئا مما أُنزل عليه ، لكتم هذه الآية : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } ) ( مسلم )



نزل أمر الله بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها لتصحيح المفاهيم الخاطئة وهدم العادات الجاهلية ، وقد ظهر في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب رضي الله عنها ، فضل كلا من زيد والسيدة زينب رضي الله عنهما

ففي قول الله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا } منقبة عظيمة لزيد رضي الله عنه ،فقد انفرد رضي الله عنه وحده دون الصحابة بذكر اسمه في القرآن الكريم، إذ لم يذكر اسم أحد في القرآن الكريم، إلا لنبي من الأنبياء ولزيد بن حارثة رضي الله عنه

فلما حرم زيد رضي الله عنه من أن يقول : أنا زيد بن محمد، لما نُزِع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، أكرمه الله وشرفه بخصوصية لم يخص بها أحدا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي أنه ذكره باسمه في القرآن الكريم، وفي ذلك تأنيس له ، وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم له .

أما السيدة زينب رضي الله عنها فكان زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم بأمر ربه، وهو الذي زوَّجه إياها، قال تعالى: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } (الأحزاب: من الآية37)، وفي هذا شرف عظيم ومنقبة جليلة للسيدة زينب رضي الله عنها ، ومن ثم كانت تفاخر بذلك ..
فعن أنس رضي الله عنه قال: ( كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول : زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات ) البخاري


ولنا لقاء متجدد بإذن الله