عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-21, 06:50 AM   #33
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:52 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





أمهات المؤمنين في سطور.....

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ( 5 )


وكانت السيدة زينب رضي الله عنها من صناع اليد ، تصنع و تدبغ وتخرز ،وتبيع ماتصنعه ثم تتصدق بثمن ذلك ، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة تصدقها وأخبر أنها أول أزواجه وفاة بعده، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: " أسرعكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً " قالت: فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطول يداً، قالت: فكانت أطولنا يداً زينب ، لأنها كانت تعمل بيدها وَتَصَدَّق )( البخاري ).

وفي رواية أخرى قالت السيدة عائشة رضى الله عنها : "فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين (أي تعمل بيديها الشريفتين) ، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله."



وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :" كانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم"

وقد ظلت رضي الله عنها جوادة كريمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولقد أرسل إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه اثني عشر ألف درهم، كما فرض لنساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فقالت رضي الله عنها :" غفر الله لعمر لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني" ، قالوا : هذا كله لك ، قالت:" سبحان الله" ، تقول برزة بنت رافع رضي الله عنها-: واستترت منه بثوب وقالت : "صبوه واطرحوا عليه ثوباً" ، وأخذت تفرقه في رحمها وأيتامها ، وأعطتني ما بقي فوجدناه خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: "اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا أبدا "

فماتت بعدها فعلاً وكانت حقا أول أزواجه صلى الله عليه وسلم لحوقا به ،حيث توفيت سنة عشرين للهجرة وقد جاوزت الخمسين عاما ، وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وصنع لها نعش وكانت أول امرأة يفعل معها ذلك ،ودفنت بالبقيع


ولقد بلغ من حبها للعطاء أنها أوصت حين حضرتها الوفاة بقولها: " إني قد أعددت كفني، فإن بعث لي عمر بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بإزاري فافعلوا "

تقول عنها السيدة عائشة رضي الله عنها : "لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى و الأرامل"
، و تقول عنها ايضا : "يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف ان الله عز و جل زوجها نبيه صلى الله عليه و سلم في الدنيا و نطق بها القران"

قال ابن سعد رحمه الله :ماتركت زينب بنت جحش رضي الله عنها درهما ولا دينارا ،وكانت تتصدق بكل ماقدرت عليه ،وكانت مأوى المساكين ، فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين جميعا


ولنا لقاء متجدد بإذن الله