عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-21, 06:44 AM   #861
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مراحل الاستدراج الخمسة!

قال سبحانه:

(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) سورة الأنعام: 44

تأمل معي المراحل الخمسة:

أولاً: (نسوا ما ذُكِّروا به):

أعرضوا، وعصوا، وأبوا، وتمردوا، وعاندوا.

ثانيا: (فتحنا عليهم أبواب كل شيء):

وهي صورة بليغة لإقبال الدنيا عليهم من كل أقطارها بجميع نعمها، وبكل قوتها وإغرائها؛ حتى ظنوا معها أن الله راض عنهم، فلماذا يعطيهم إن كان ساخطا عليهم؟! فكان هذا من أشد تلبيس إبليس.

قال الحسن البصري:

من وَسَّع الله عليه، فلم ير أنه يُمكَر به، فلا رأي له، ثم قرأ الآية (فلما نسوا ما ذُكِّروا به..)، ثم قال: مُكِر بالقوم وربِّ الكعبة! أُعْطوا حاجتهم، ثم أُخِذوا!

ثالثا: (حتى إذا فرحوا بما أوتوا):

وهي مرحلة الفرح، فلما أتتهم ألوان العطايا من أبواب كثيرة فرحوا فرحا أنساهم شكر النعمة ومحاسبة النفس، فحان وقت المرحلة الرابعة المباغِتة!

رابعا: (أخذناهم بغتة):

وفجأة انتقم الله منهم بلا مقدِّمات، والقوم في غفلة، وهو تدبيرٌ رباني بالخفاء، فكان وقعه أشد وأعظم ألما، فصاروا إلى المرحلة الخامسة.

خامسا: (فإذا هم مبلسون):

ويسمونها (إذا) الفجائية، والإبلاس له ثلاثة معان في اللغة: الحزن والحسرة واليأس، فهؤلاء المستدرجون في غاية الحزن، متحسِّرون غاية الحسرة، ويائسون من الفوز بأي خير، وفي الجملة الاسميةِ دلالة على استقرار تلك الحالة الفظيعة مع القوم.


د. خالد أبو شادي حفظه الله
===========

لو أنَّنا عَرفنا قَدر المَوت حقّ مِعرفتهِ [ كما ندَّعي ] ؛ لصْبِرنا على البَّلاءِ في السَّرَّاء والضَّرَّاءِ ، وشَمِّرنا للرَّحيل ، وتسابقنا في تَزكية النَّفسِ وتهذيبها كما تتسابق الخيلِ في السِّباق ، وتلذَّذنا بِالصَّلاةِ كَما نتلذَّذ بالمَاءِ والشَّراب ، فنركعُ بخشوعٍ ونسجدُ بتواضع ، و ركنّا إلى النَّوافل ، وسكنَّا بسكونِ آيات القُرآن ، وتهذَّبنا بالذِكر ، وخالفنا الهوىٰ ، وتزوَّدنا بالخَلاصِ والإخلاص ، فنلجئ إلى حَرمِ الإنَابة ، وَنطرق باب الإجابة ، ونتذوَّق حَلاوة كَفِّ الكَفَّ عَن المنهي.

فالكرامة كرامةُ التَّقوى، ‏والعِزُّ عِزُّ الطَّاعة، ‏والأُنسُ أُنس الإحسان، ‏والوحشةُ وحشةُ المَعصية ، ‏وكلُّ مصيبةٍ دون
أنْ تُغمِض عينيكَ ثم تفتحهُما .. لتجد نَفسك في حفرة من حُفر النار .. [ هيِّنة ] ، كُلِّ ما سِوىٰ ذلك فهو نعمةٌ.

فإنْ استَطعت ألا يَسبقُك أحدٌ فِي السَّير إلى الله، فَلا تَدخر جُهدًا، ولا تَنتَظر أحدًا، ولا تَتأخر أبدًا، فَالسَّابقُون السَّابقُون أولئِك المُقربُون...
أين !

[ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ] .
مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس