عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-13, 12:02 AM   #1
AMIR DZ

الصورة الرمزية AMIR DZ

آخر زيارة »  07-21-15 (12:29 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ردود فعل السيدات النفسية لـ سرطان الثدي



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ردود فعل السيدات النفسية لـ سرطان الثدي

سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان دراسة من النواحي النفسية والنفس - اجتماعية بسبب ارتفاع نسبة انتشاره والتأثيرات النفسية للجراحة على عضو مهم في الجسم . تشخيص الإصابة بالسرطان، العلاج وآثار العلاج الجانبية تشكل ضغط كبير لأي سيدة، ومع ذلك فإن ردود الفعل النفسية للتشخيص عند أي سيده تختلف حسب متغيرات المرض، البنية النفسية وقدرات التكيف والدعم المادي. في هذا البحث نحن نوثق دراسة تجربة سرطان الثدي في جميع مراحل المرض لأغلبية من السيدات يتمتعن بصحة نفسية ووصف لردود الفعل الانفعالية للسيدات الأكثر عرضة للإصابة من الناحية الجينية. وجود فهم شامل لردود فعل السيدات اللواتي يتمتعن بصحة نفسية عن سرطان الثدي مهم لأن هدفنا هو تعريف أسس الرعاية ودليل للعلاج لكل من السيدات اللواتي يتمتعن بصحة نفسية ومصابات بالسرطان أو اللواتي يعانين من أمراض عقلية وأصبن بالسرطان أو إنتهين حديثا من علاج السرطان.

هناك إهتمام كبير في العشرين سنه الأخيرة بدراسة الناحية النفسية لمريضات سرطان الثدي لعدة أسباب بما فيها إرتفاع نسبة الإنتشار والوفيات بسبب المرض والآثار النفسية المترتبة على الجراحة لعضو مهم في الجسم يمثل عدة معاني مثل (النظرة إلى الذات، الأنوثة، النشاط الجنسي، الإرضاع والإنجاب).

تشخيص الإصابة بسرطان الثدي يشكل ضغط كبير على أي سيدة. مع ذلك ، التأثير النفسي للتشخيص وردة الفعل الإنفعالية تختلف من سيدة لأخرى. المعلومات الطبية عن المرض (مثل مرحلة التشخيص، العلاج المتوفر، مضاعفات العلاج ) تحدد دلالات وشدة المرض . الإحساس الداخلي للمريضة وبنيتها النفسية، قدراتها على التأقلم، المرحلة العمرية التي تمر بها ( شابه، ناضجة، كبيرة في العمر) عند التشخيص هي عوامل مهمة تحدد ردود أفعالها. وضعها الإجتماعي والعائلي، بيئتها الثقافية، الدعم المعنوي والمادي المتوفر في تلك الفترة يؤثر في تأقلم كل سيدة مع المرض.

ردود الفعل النفسية عند تشخيص الإصابة في أي مرحلة من مراحل السرطان

عندما تلاحظ السيدة أحد أعراض سرطان الثدي، أو عندما يخبرها الطبيب بذلك، ردود فعلها الانفعالية تتمثل في " الذعر" ،" الصدمة"، "الرعب" يتبعها بعد دقائق أو حتى أيام خلال قيامها بالفحوصات الطبية نوع من الإنكار وعدم التصديق ، معظم السيدات قادرات على إحتواء الإحساس بالألم (عادة الخوف يمتزج مع الإكتئاب والقلق) لتستطيع إجراء الفحوصات الطبية ومتابعة توصية الطبيب الجراح وطبيب الأمراض النسائية للوصول إلى فحص لعينه من نسيج الثدي. خلال التحضير لفحص نسيج الثدي ودخول المستشفى يكون القلق كبير (أيضا الأمل موجود). ولكن عندما يتم إخبار السيدة بأنها مصابة بسرطان الثدي و أنه من الضروري عمل فحوصات تشخيصية أخرى وعملية جراحية أو علاج آخر (مثلا علاج كيماوي قبل الجراحة)، فإن ردة الفعل تكون على شكل حزن، يأس وغيظ

قامت السيدات بوصف هذه المخاوف في تلك الفترة على الشكل التالي"قد أموت، أصبح عاجزة، معتمدة على غيري، أو عبء على عائلتي وأصدقائي". " أفتقد القوة العاطفية لعلاج السرطان" لقد أورثت المرض لبناتي، "ما كان علي أن أنجب أطفالا"، " زوجي يستحق أفضل من هذا ،علي إخباره بأن عليه أن يتزوج بأخرى"، " لن أتمكن من ممارسة الجنس بشكل طبيعي مرة أخرى". " لن أتمكن من الزواج إلا من شخص مريض أو مصاب بعاهه"، " سوف لن أتمكن من الحصول على وظيفة جديدة أو ترقية لأنني سأكون أقل من غيري وغير قادرة على المنافسة مع الأشخاص (الأصحاء)"

ردود الفعل النفسية قبل الجراحة

معظم السيدات لديهن عدة أيام أو حتى أسابيع لإنتظار العملية الجراحية. السيدة التي تجري عملية إستئصال كلي أو جزئي للثدي تخاف من الموت وهي تحت تأثير التخدير حيث تفقد القدرة على السيطرة على ما يحصل لجسمها خاصة إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها السيدة إلى المستشفى. معظم السيدات لديهن صعوبة في تخيل النتائج بعد العملية، بعضهن يعتقدن أنه سيكون هناك جرح مفتوح في الصدر. درجة إنتشار السرطان تعرفها السيدة بعد إستئصال وفحص الغدد الليمفاوية. المعظم يعتقدن أن إنتظار نتيجة الفحص قبل الجراحة هي من أصعب المراحل، ولكن بعد ذلك يكتشفن أن إنتظار نتيجة الفحص المخبري (الباثولوجي) بعد الإستئصال الكلي أو الجزئي وإستئصال الغدد الليمفاوية يشكل ضغط نفسي أكبر. السيدة التي فضلت الإستئصال الجزئي وعلاج الأشعة على إستئصال جميع الثدي عليها مواجهة مخاوف متعددة : كيف تتكيف مع فقدان أحد أعضاء الجسم مقارنه بالتكيف والعيش بثدي مريض (كأن جسمها قد إنقلب ضدها)، كيفية العثور على "أفضل" جراح ، كيف تجد جراح تستطيع الثقة به، كيف تصنف المعلومات التي حصلت عليها من عدة أطباء، كتب، مجلات، أصدقاء، زملاء في العمل. هي مخاوف عامة خلال هذه الفترة. يجب تجميع المعلومات، فرزها ومقارنتها والبدء في التصرف العملي بينما لا تزال السيدة في حالة ذهول أو إنكار أو خوف شديد سواء كان هناك رعاية من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو لم يكن.

السيدة التي يجب عليها إجراء عملية إستئصال كلي( بسبب طبيعة الورم، مكان الورم أو حجم الثدي) أو التي إختارت إجراء هذه العملية قد تعطى معلومات عن خيارات لإجراء عملية إعادة بناء للثدي. بالإضافة إلى "الصراع" مع خوفها على حياتها، عليها أن تقرر نوع عملية إعادة البناء وهل تجريها الآن أم تؤجلها إلى وقت لاحق؟

ردود الفعل النفسية عن العلاج الكيماوي

بينما السيدة تتعافى من صدمة العملية الجراحية، عليها إتخاذ قرار العلاج الكيماوي. في هذه المرحلة حقيقة الإصابة بالسرطان تصبح واضحة. في الوقت الذي يتم فيه التركيز على تقليل المواد المضافة إلى الطعام، تنقية الهواء والماء أو بمعنى آخر تخليص الجسم من مواد تعتبر ضارة، يُطلب من السيدات المصابات بالسرطان تعاطي ما يسمى أحيانا " بالسم" على أمل الشفاء من مرض السرطان وتحسين الحياة. العديد من السيدات المصابات بسرطان الثدي يعتبرن أن العلاج الكيماوي هو شبيه بإضافة مواد كيماوية سامة إلى الجسم الذي هو أصلا مصاب بالتسمم لذلك فهي أصيبت بالسرطان. القلق الذي كان موجودا في البداية يستمر. إذا كانت درجة إنتشار السرطان في المرحلة الأولى فإن على السيدة الاختيار بين أخذ العلاج الكيماوي أو عدمه، مرة أخرى، إحصائيات النجاة تعرض على السيدة وعليها أن تفسر وتفهم هذه الأرقام وأن تتخذ القرار. بينما هي تشعر أنها تجهل الكثير من الأمور. هذا الشعور يتعزز عندما يشرح الطبيب الأنواع المختلفة من العلاج الكيماوي مستخدما أسماء تبدو غريبة وغير مألوفة بالنسبة للسيدة.

سوف تكون السيدة خائفة وقلقة في المستقبل فيما إذا كانت قد أتخذت القرار الصحيح للعلاج، قرار العلاج يصبح معقد بدرجة أكبر عند العلم أن بعض أنواع العلاج الكيماوي بالرغم من كونها مفيدة إلا أن بعضها مضرة بالقلب، قد تسبب الانقطاع المبكر للدورة الشهرية أو خلل في الأعصاب.

بعد إتخاذ قرار العلاج الكيماوي تزداد المخاوف والتساؤلات " هل سأفقد شعري؟" "هل سأصاب بالغثيان والقيء طوال الوقت؟" بالرغم من القلق الشديد تجد العديد من السيدات أن أول جلسة للعلاج الكيماوي ليست صعبة بالدرجة التي تخيلتها..وقد تنتهي الجلسة وهي تقول لنفسها هذا أسهل مما كنت أعتقد. الآثار الجانبية المباشرة للعلاج الكيماوي تشعر بعض السيدات بأعراض تشبه الأنفلونزا من حيث التعب، الغثيان، الإرهاق، الدوار. إلا أن حدة بعض هذه الأعراض مثل القيء تعتمد على نوع العلاج الكيماوي المستخدم وعلى فعالية العلاج المضاد للقيء والذي على الرغم من تعاطيه فإن البعض قد يعانون لعدة أيام من الغثيان والقيء، ولكن في هذه الأيام هناك أدوية متعددة تعطى مسبقا قبل بدء ظهور الأعراض للتخفيف من حدتها أو تفاديها.

مع إستمرار جلسات العلاج الكيماوي وخاصة إذا كان يرافقها شعور بالغثيان والقيء أو إزدياد لحدة الأعراض الأخرى تشعر السيدة أن جلسات العلاج مرعبة. وليس من الغريب أن تجد السيدة نفسها في حلقة على شكل – علاج كيماوي تتبعها أيام تعاني من أعراض شبيهة بالإنفلونزا ثم تحسن تدريجي من الناحية الصحية والإنفعالية، تبلغ هذه الفترة الذروة قبل موعد الجلسة الثانية للعلاج حيث تصبح قلقة وخائفة من الجلسة الثانية. مشاعر السيدة حول السرطان ودلالاته تكون في زيادة ونقصان خلال هذه الحلقة. فعندما تكون بعيدة عن المستشفى تجد أنه من الأسهل عليها نسيان أنها مصابة بالسرطان وعند إقتراب موعد العودة إلى المستشفى للعلاج والفحوصات وزيارة الطبيب تعود إلى القلق مرة أخرى.

بالإضافة إلى أعراض العلاج الكيماوي من التعب، الإرهاق، الدوار، القيء ، يعتبر فقدان الشعر من أكثر الأعراض المكروهة، البعض يعتقد أنه بعد فقدان الثدي هناك إعتداء آخر على أنوثتهن يتمثل في فقدان الشعر. هذه التغيرات في صورة الجسم تعزز وجهة نظر بعض السيدات بأنهن "مشوهات" "عرضة للهجوم" هذا يعكس مظهر خارجي لإحساس داخلي بأنهن "مجروحات". بعد إنتهاء العلاج الكيماوي يكون هناك خليط من المشاعر، إنتهاء حلقة جلسات العلاج الكيماوي التي كانت تدور بين الزيارات المتكررة، وخز الإبر ، التعب، الغثيان. ليس من المستغرب أنه بعد إنتهاء السيدات من العلاج الكيماوي إحساسهن بالتشوه يزداد ويتساءلن بقلق " هل كان العلاج الكيماوي ناجحا؟" " هل سيعود السرطان للظهور مرة أخرى؟" " هل اتخذت قرار العلاج الصحيح؟" هذا القلق يقل بالتدريج ولكن يبقى المتابعة وزيارة الطبيب أمر مقلق .

عندما يكون فحص مستقبلات الإستروجين للورم إيجابي يؤخذ بعين الاعتبار أخذ علاج مساعد آخر هو حبوب التيموكسفين، هؤلاء السيدات إذا توقفت الدورة الشهرية عندهن بسبب العلاج الكيماوي يجدن أنفسهن عند إستعمال الحبوب خاصة إذا كن صغيرات في السن قد ظهرت لديهن الأعراض المزعجة لسن الأمان المتمثلة في لفحات السخونة، التقلبات في المزاج، إنخفاض في الرغبة الجنسية بسبب إنخفاض مستوى الإستروجين. هذا يعزز فكرة "عدم القدرة على السيطرة على الجسم" التي تحدثنا عنها سابقا. عند العديد من السيدات إنقطاع الدورة بهذا الشكل يشكل "مفاجأه قاسية" تتبع تشخيص الإصابة بالسرطان.

السيدة التي ظهر عندها عودة للسرطان مرة أخرى تواجه جولة ثانية من العلاج الكيماوي على أمل إما السيطرة على أو الشفاء من السرطان أو السيدة التي هي في مرحلة متأخرة من المرض والتي تم إعلامها بأنها ستبقى تحت العلاج الكيماوي طيلة حياتها. فإن تجربة العلاج الكيماوي مختلفة نوعا ما، فهؤلاء السيدات عندهن معرفة بالآثار الجانبية للعلاج وتمكن من التعامل مع الغثيان والتعب. السيدات اللواتي ظهر عندهن السرطان للمرة الثانية يرين أن العلاج الكيماوي ليس فقط جزء من العلاج ولكن كفرصة أخيرة للشفاء أو إطالة العمر. العلاج الكيماوي في هذه المرحلة يكون "شراء لمزيد من الوقت" والعديد من السيدات تسأل طبيبها ماذا باستطاعتك أن تقدم لي أيضا؟؟. مع تضاؤل قدرتهن على الإنكار وحماية أنفسهن وصحتهن النفسية يدركن أن المرض حقيقة لا يمكن إنكارها. في حالة المرض في مرحلة متقدمة تقارن السيدة بين تكاليف وفوائد الإستمرار في العلاج الكيماوي. بعض السيدات تتساءل هل زيادة الوزن، التعب، الدوار، الحمى، الزيارات المتكررة للطبيب تستحق مدة الحياة التي ستعيشها مع العلاج الكيماوي؟ في هذه المرحلة عادة تقول السيدات" لقد تعبت من تعاطي العلاج، هل يساوي هذا شيئا؟". بالنسبة للبعض الآخر يستمر في العلاج حتى وقت الوفاة، بالنسبة للآخرين يبقى الإحباط والخوف مسيطران خلال اتخاذهن قرار الإستمرار في العلاج الكيماوي أو الاعتماد على المسكنات لتقليل الإحساس بالألم.

ردود الفعل النفسية للعلاج بالأشعة

يستخدم العلاج بالأشعة لمعالجة السرطان على الأقل في ثلاث حالات:

للسيدات في المرحلة الأولى من السرطان يوصي الأطباء بعمليات الإستئصال الجزئي متبوعة بالعلاج بالأشعة وهذا يعطي نتائج فعالة كما في عمليات الإستئصال الكلي. عند تشخيص السرطان في المرحلة المتأخرة نلجأ إلى الإستئصال الكلي ويتبعه العلاج الكيماوي والأشعة. عند وجود إنتشار للورم تستخدم الأشعة لتخفيف الألم. بتعدد الحالات تختلف ردود فعل السيدات حول العلاج بالأشعة. في عصرنا هذا مع وجود مخاوف من تعرض المواد الغذائية للأشعة إلا أنه يطلب من السيدات تعريض أنفسهن لأشعة مركزة على أمل شفائهن من السرطان.

العلاج بالأشعة كما هو الحال في العلاج الكيماوي يأتي بعد الجراحة، وأيضا في هذه الحالة لا تكون السيدة قد إستعادت توازنها لتدخل في مرحلة جديدة من العلاج لم يتم تحضيرها لإجتيازها. هو علاج يتطلب من السيدة البقاء وحدها في غرفة مغلقة خلف باب من الرصاص دون نوافذ والبقاء ساكنة دون حركة في وضع قد يكون غير مريح لوقت طويل مع أجهزة ضخمة، يسيطر على السيدة خوف من هذا المكان المغلق، بعكس العلاج الكيماوي حين تكون الممرضات حول السيدة بإستمرار ففي حالة العلاج بالأشعة تكون فنية الأشعة في غرفة منفصلة والتواصل يكون فقط من خلال الصوت فالسيدة تشعر بالعزلة والوحدة. كما أن الوشم الذي يوضع كمؤشر على مكان إعطاء الأشعة يشكل دليل أو مؤشر على المرض والعلاج.

على عكس العلاج الكيماوي فإن العلاج بالأشعة لا يسبب تساقط الشعر أو الغثيان ، قد تحتاج السيدة إلى 25-30 جلسة، 4-5 أيام في الأسبوع، لمدة 5-6 أسابيع، بالنسبة للبعض يعتبر هذا تذكير يومي بأنهن يحاربن سرطان الثدي، بينما في العلاج الكيماوي فهو يكون كل 2-3 أسابيع وبقية الوقت تستطيع السيدة إستعادة توازنها نفسيا وجسديا، بعض المرضى يرى أن العلاج بالأشعة هو إعتداء مستمر قد يكون من الصعب الشفاء منه.

الدليل المرئي الوحيد لعلاج الأشعة بالإضافة إلى الوشم هو الإحمرار المؤقت في الجلد (شبيه بحروق الشمس) ويظهر عادة 3-4 أسابيع بعد البدء بالعلاج ويختفي بعد إنتهاء العلاج بأسبوعين، قد تظهر حكة، زيادة التحسس للحرارة ،في حالات قليلة جدا تظهر آثار تشبه الحروق أو يصبح لون الجلد أغمق. مما يزيد إحساسهن بأنهن تعرضن "للتخريب"

إذا ظهر إنتشار للورم يستخدم العلاج بالأشعة لتقليل الإنتشار أو كمسكن للألم . هؤلاء السيدات قد يكن أخذن العلاج الكيماوي وليس الأشعة ، زيادة الوعي عن المرض يزيد من التوتر والقلق من الموت، ليس من المستغرب أن تصبح السيدة تخاف من الأماكن المغلقة (لأن غرفة العلاج تذكرها بالقبر) بالإعتماد على مكان الأشعة (عادة العظام أو الدماغ) قد تشكو السيدة من تعب زائد بالرغم من كونه مؤقتا إلا أنه يزيد من العبء.

ردود الفعل النفسية عند تشخيص عودة المرض

من الناحية الإنفعالية تشخيص عودة المرض هو كارثة ، تشخيص عودة المرض يظهر عادة بعد سنوات من العلاج الأول لسرطان الثدي، ولكن من الممكن أن يظهر عند البعض خلال عدة أسابيع أو أشهر بعد إنتهاء العلاج. السيدة التي حصل عندها عودة سريعة للمرض تشعر بالخوف وتحس أن العلاج كان مضيعة للوقت وتتساءل ما جدوى العلاج الذي أخذته وأنها أصبحت في حالة تستطيع معها القول بأنه أصبح من المستحيل السيطرة على المرض.

السيدة التي كانت خالية من المرض لعدد من السنوات، كان لديها الوقت الكافي لتتعافى من الناحية الصحية من آثار العلاج الكيماوي والأشعة وتتأقلم مع الأعراض الجنسية الناتجة عن فشل في المبيض أو بسبب إستعمال الهرمونات والعودة إلى العمل والعلاقات الإجتماعية. قد تعتقد أنها واحدة من المحظوظات اللواتي قهرن المرض. بعض السيدات اللواتي قد عاد ظهور المرض لديهن غاضبات من الكتب التي ألفها أخصائيون مشهورون تحدثوا فيها بإسهاب عن تشخيص الإصابة بالسرطان ولكنهم لم يتطرقوا فيها للحديث عن عودة المرض .

السيدات اللواتي إخترن العلاج الهرموني بعد تشخيص الإصابة بالسرطان على عكس نصيحة الطبيب تتساءل فيما إذا كان إختيارها قد تسبب في عودة ظهور المرض، والسيدات اللواتي لم يتناولن الهرمونات أو توقفن عن إستعمالها وظهر لديهن أعراض سن الأمان يتساءلن " لماذا لم أتناول الهرمونات؟" " ماذا كان سيكون تأثير هذا على السرطان" على الأقل كنت سأستمتع بعلاقتي الجنسية.

تشخيص عودة المرض يقلب الموازين ويعيد السيدة إلى نقطة البداية مرة أخرى ، وتصف السيدات الأحاسيس بنفس الشكل عند التشخيص الأول (ذعر، صدمة، إنكار، رعب) ما عدا أنه الآن عليهن تحضير أنفسهن لأمر لا بد منه. وتصف السيدات بأن هناك شعور متعب وقلق مزمن وتساؤلات حول هدف العلاجات السابقة، وعليها أن تقرر إذا كانت تستطيع الإلتزام بالعلاج مرة أخرى ( الهرمونات، العلاج الكيماوي و/أو علاج الأشعة) وما جدوى هذا العلاج، عليها مرة أخرى أن تقرر إذا كانت تريد أن تخبر أحدا، ومن الأشخاص الذين تريد إخبارهم ، هؤلاء الأشخاص الذين هم بدورهم متعبين عاطفيا وعليهم السيطرة على إنفعالاتهم وخيبة أملهم وإعادة ترتيب أولوياتهم.

مكان أو أمكنة عودة ظهور السرطان يؤثر بشكل كبير على العبء الإنفعالي للسيدة. تحديد عودة ظهور السرطان إلى جزء محدد في الجسم أسهل من الناحية الإنفعالية من ظهور إنتشار واسع للمرض في الجسم. فالسيدة التي يظهر عندها إنتشار للمرض في العظام بدون أن يترافق ذلك بالألم أو صعوبة في الحركة أسهل من أن تعلم أن هناك إنتشار إلى الكبد أو الدماغ. كثير من السيدات يعتقدن أن إنتشار ووصول المرض إلى الكبد مثلا وهو عضو حيوي – يعني نهاية المطاف- الكثيرات يصعقن عندما يكتشفن أن إنتشار المرض هو منذ عدة سنوات. تشخيص إنتشار السرطان إلى الدماغ يولد مخاوف لدى السيدات من هبوط في القدرات العقلية والإدراك. غير أن الكثيرات يتفاجأن بأنه بعد العلاج ( سواء الجراحة و/أو الأشعة) فإن تقريبا ذلك لم يحصل للمعظم. ولكن لسوء الحظ قليل من الحالات ظهرت لديها نتائج سلبية.

جميع السيدات المصابات بالسرطان يشعرن بالخوف أيام أو حتى أسابيع قبل موعد الزيارة الدورية لطبيب الأورام، هذا الخوف يصبح أكبر إذا كان هناك إنتشار للورم. وتشعر السيدة بسعادة كبيرة عندما تعلم أنه ليس هناك أي تغير منذ آخر فحص لها أو أن هناك تقدم إيجابي على حالتها الصحية.

إذا ظهر دليل إنتشار للورم فهذا يعني تغيير خطة العلاج وتتكيف السيدة بحزن خاصة عندما تعلم أن علاجها سيستغرق وقتا أطول. العديد من السيدات يعرفن أن إنتشار المرض لا يعتبر مؤشر جيد، العديد يحاربن لقهر المرض ويأملن في العيش لعشرين سنة قادمة

ردود الفعل النفسية عند تقدم المرض

الإعتقاد بأن ردة الفعل الإنفعالية عند ظهور المرض من جديد تختلف عن ردة الفعل تجاه التقدم في المرض هو إعتقاد خاطئ نوعا ما، العديد من السيدات عند التقدم في المرض يشعرن بنوع من الإنحدار أو الإستقرار النسبي في القوة والطاقة. عند نقطة معينه فإن أفراد العائلة، الأصدقاء ، الطاقم يلاحظون أن وعي وفضول السيدة أصبح أقل وأن إهتمامها بالعالم من حولها أصبح محدودا . الإنتقال من مًسَكن إلى آخر ومن طبيب إلى آخر. تصبح هي الهدف والإنجاز. بالنسبة للبعض تدهور الحالة الصحية يرافقه إهتمام بالأمور الإنسانية، الفلسفية أو الروحية.

إذا كان التفريق بين ردود الفعل الإنفعالية بين عودة ظهور المرض مقارنة مع التقدم في المرض هو نظري فقط، كذلك تماما هو عمل تصنيف للعلاج - في الحالات المتقدمة من المرض، تخفيف الآلآم بالمسكنات، والوفاة. معظم المرضى يفضلون سماع الطبيب يقول : ": في هذا الوقت نركز على جميع الخيارات الممكنة لعلاج الأعراض التي تعانين منها" بدلا من قوله " في هذا الوقت الأفضل أن تدخلي المستشفى لتبقي تحت المراقبة، ولتخفيف آلآمك"

ردود فعل السيدات الناجيات من سرطان الثدي

تقريبا 85% من السيدات اللواتي يشخص عندهن الإصابة في المرحلة الأولى من سرطان الثدي سيشفين من المرض، ولا تتوقف السيدات عن التساؤل هل سأكون من ضمن هذه الفئة أم لا، خلال العلاج تعلم السيدة أن احتمال عودة المرض يكون عادة خلال أول سنتين بعد التشخيص، وهم يُعرٌفون أنفسهن "بأنهن لا زلن تحت الخطر ولسن ناجيات". بعد الجراحة والعلاج الكيماوي تتعاطى السيدات حبوب التيموكسفين لمدة خمس سنوات، وهذا أيضا يعتبر تذكير يومي بأنهن ما زلن تحت العلاج. مع أن الأهل والأصدقاء يريدون أن يقنعوا أنفسهم "بأننا نستطيع أن نضع كل ما مر خلف ظهورنا". خلال أول سنه من العملية الجراحية والعلاج الكيماوي و/أو الأشعة، تستعيد السيدة قوتها الجسمية وتتعافى من التعب، فقدان الشعر، نقصان أو زيادة الوزن، التغير في مذاق الطعام الناتج عن علاج سرطان الثدي.

السيدات اللواتي أجرين عمليات إستئصال للثدي دون عملية لإعادة بناء الثدي يفكرن في هذا الخيار وأيضا يفكرن في إتخاذ القرار بزراعة أنسجة طبيعية من الجسم أو مواد إصطناعية مثل السيلكون. السيدة التي إختارت عملية بناء الثدي عليها أن تفكر في التكاليف والوقت الذي تحتاجه هذه العملية والتي تصل إلى ستة شهور لإتمامها. السيدة التي تختار الإستعاضة عن العملية بإستخدام ثدي إصطناعي أيضا عليها البحث عن ملابس مناسبة تلائم شخصيتها وفي الوقت نفسه تخفي أي تغيرات في شكل الجسم. تأمل السيدة أن تستطيع العودة إلى علاقتها الجنسية بشكل طبيعي كما كانت قبل الإصابة بالسرطان، ولكن للأسف بعضهن لا يستطيع. العديد من السيدات يشعرن بعدم الإرتياح عندما يقوم الزوج بلمس مكان الجراحة أو الثدي الذي أجرت له عملية إعادة بناء، البعض يشعرن أن صديقاتها يحدقن في صدرها لملاحظة فيما إذا كان هناك أي إختلاف. العديد يشعر أنه عند لقاء الآخرين يقابلونهن بحرارة ويسألون عنهن بطريقة يًفهم منها أحيانا "هل لا زلت مريضة" " هل هناك عودة لظهور السرطان".

بغض النظر عما إذا أجرت السيدة عملية إستئصال جزئي أو كلي للثدي مع أو دون إعادة بناء، عليها أن تتأقلم مع التغيرات في جسمها وتبقى قلقة من حدوث تورم في ذراعيها أو يديها الذي قد يظهر بعد سنوات من العملية، وتكون حذرة من الإصابة بالجروح، الحروق، لسعات الحشرات أو الإلتهابات. التورم قد يظهر بعد سنوات من العملية الجراحية، وتتساءل هل ستكون سعيدة الحظ ولا تصاب بهذا أو يحصل معها العكس؟؟ السيدة التي يظهر لديها التورم تحتاج إلى "علاج طبيعي" يعتمد على درجة التورم. من الناحية الإنفعالية هناك دليل مرئي على الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى عدم الإرتياح من إرتداء ضمادة ضاغطة في الطقس الحار. وصعوبة شراء ملابس جديدة تناسب وتغطي الذراعين.

خلال أول سنة بعد العملية الجراحية، السيدة التي تتمتع بصحة نفسية تحاول أن تعود لممارسة حياتها الجنسية بشكل طبيعي . بالإضافة إلى خجلها أو ردة فعلها من لمس مكان الجراحة . على السيدات من مختلف الأعمار أن يتعرفن على طرق جديدة يشعرن من خلالها بالمتعة عند ممارسة الجنس وتقليل عدم الإرتياح الجسمي الناتج عن الإنقطاع المبكر للدورة الشهرية ووصولها إلى سن الأمان. حديثا بدأ الإهتمام بأعراض سن الأمان المبكر الذي تعاني منه السيدات الناجيات من السرطان. العلاج الهرموني المعتمد على الإستروجين نتائجه لم تكن مشجعه، واستخدام هرمون التستسترون لم تختبر نجاعته في تحسين الرغبة الجنسية، لا أحد يخبر السيدة عن إستخدام مراهم الترطيب أو العلاج بالفيتامينات لمعالجة ضمور أو التهابات المهبل، وهي تسمع هذه النصائح بشكل عابر وبدون أن يتم التركيز عليها. إلتهابات المهبل ، إنقطاع الدورة الشهرية ، إضطرابات النوم، زيادة الوزن، تقلبات في المزاج ، الإكتئاب هي أعراض مزعجة بدأ أطباء الأورام، الأمراض النسائية، الأخصائيين النفسيين، أخصائيي التغذية الإهتمام بها حديثا لمساعدة السيدات الناجيات من سرطان الثدي.

السيدة المصابة بالسرطان تستطيع إنجاب الأطفال. ولكن السيدة التي كانت تأمل في الإنجاب لا تستطيع تحقيق ذلك بسبب تأثير العلاج الكيماوي على المبايض، وبنوك حفظ البويضات غالبا ليس خيارا ممكنا بسبب الحاجة في بداية التشخيص إلى البدء في العلاج في أقرب وقت ممكن. والأوساط الطبية ما زالت في نقاش حول سلامة الحمل للسيدات المصابات بسرطان الثدي ويتناولن الهرمونات. تبني الأطفال ليست فكرة جيدة بالنسبة للبعض بسبب أمور شخصية، وتتساءل بعض السيدات عن "عدالة" تبني طفل حين تكون التوقعات بالنسبة للنجاة غير مؤكدة، والبعض يتساءل إذا كان الزوج يستطيع تحمل عبء تربية هذا الطفل لوحده في حالة وفاة الزوجة.

إرتفاع معدل العمر الذي تعيشه السيدات بعد الإصابة والنجاة من سرطان الثدي( وهي خالية من المرض) من سنوات إلى عقود في إزدياد. السيدة التي تتمتع بصحة نفسية تتكيف إنفعاليا، التكيف لفترة طويلة لسيدات ناجيات لعشرين سنة وأكثر غير موثقة، ولكن السيدات الناجيات لفترات طويلة يصفن انفسهن بأنهن تكيفن مع النتائج الثانوية للعلاج . التمييز في ظروف العمل والتأمين الصحي هي مواضيع يتم حل مشاكلها بنصائح من مؤسسات دعم مرضى السرطان ومستشاريها القانونيين. الناجيات من سرطان الثدي إستطعن التغلب على الضغط النفسي مقارنة مع الأخريات. بعد عدة سنوات أخبرت السيدات أنهن كن يصبن بقلق كبير قبل مواعيد زيارات المتابعة عند الطبيب.

ردود الفعل حول إدراك خطورة الإصابة بسرطان الثدي

مع زيادة إهتمام وسائل الإعلام المختلفة بعرض وتقديم معلومات مختلفة عن سرطان الثدي، قد يؤدي ذلك أحيانا إلى الحيرة والسؤال لدى الكثيرات عن إحتمالات إصابتهن بالسرطان، وسائل الإعلام الأمريكية مثلا أخبرت السيدات أن احتمال أن تصاب السيدة بالسرطان خلال حياتها هو 1 من كل 8 سيدات، وهي نسبة تصيب السيدات بالتشاؤم والقلق

في هذا الجو من تضارب الآراء تشعر السيدة بالخوف والقلق، نسبة كبيرة يقمن بزيادة عدد مرات الفحص الذاتي تصوير الماموغرام كرد فعل نتيجة الخوف وكم المعلومات التي تصل إليهم. هؤلاء يتساءلن " هل سأًصاب بالسرطان؟"، " ما هو السبب الحقيقي للإصابة بسرطان الثدي؟" "ماذا علي أن أفعل إذا وجدت كتلة في الثدي؟".

عند السيدات اللواتي لديهن احتمال أكبر للإصابة هناك شكلان لردة الفعل:

حرص وقلق زائد يؤدي إلى زيادة عدد مرات الفحص الذاتي، والبحث عن معلومات طبية أكثر، القلق من أي تغير حتى لو كان طبيعيا في الثدي. هؤلاء السيدات يفكرن" سأصاب بالسرطان، المسألة هي مسألة وقت فقط" الخوف المسيطر عليهن هو نتيجة إصابة أحد أفراد العائلة بالسرطان، أو نتيجة مشاهدة العديد من البرامج الإعلامية التي تبحث في هذا الموضوع. إجراء عملية إستئصال وقائية للثدي موجودة عند بعض السيدات، ويتساءلن "هل سأشعر بالندم إذا خضعت للجراحة أم أنه سوف يأتي اليوم الذي سأندم فيه لأنني تأخرت في إجرائها؟

السيدات الأخريات المعرضات للإصابة يكثرن من الفحص الذاتي ويعبرن عن ذلك بالقول: "مخاوفي من الإصابة كبيرة جدا لدرجة أنني لا أستطيع التفكير بذلك" " أعلم بأنني سأصاب ولكني لا أريد أن أكون أنا من يكتشف ذلك". مع أن هؤلاء السيدات مثقفات إلا أن إدراكهن ووعيهن الخاطئ حول مخاطر سرطان الثدي قد يؤثران على تفكيرهن وينظرن إلى السرطان على أنه حتمي أكثر منه إحتمال.

بعيدا عن هؤلاء السيدات القلقات، الفئة الثانية هي لبعض النساء الأخريات وكبار السن قللن عدد مرات الفحص الذاتي وزيارات الطبيب، هؤلاء قد لا يعين مخاطر إصابتهن بالسرطان أو أي أمراض أخرى، للأسف قلة المعلومات حول مخاطر سرطان الثدي وعدم وجود علاقات جيدة مع الطبيب يؤدي إلى الكشف المتأخر عن السرطان وتقليل فرص النجاة من المرض.

ملخص

لقد قمنا بوصف ردود الفعل النفسية في جميع مراحل سرطان الثدي بما فيها ردود الفعل عند وجود إحتمالات مرتفعة للإصابة من ناحية جينية. وجود فهم شامل لردود الفعل النفسية عند السيدات المصابات بالسرطان ويتمتعن بصحة عقلية هو أمر ضروري لتحديد أسس ومعايير العلاج للسيدات اللواتي يتمتعن بصحة عقلية مقارنة مع السيدات اللواتي يعانين من أمراض عقلية قبل الإصابة مما جعل علاجهن أصعب.