فيما يخص التغييرات التي طرأت على ثقافة الأمومه قديما وحديثاً
أستعرضت الدكتوره مراحل التغيير في المجتمع الخليجي خصوصا خلال تلك الحقبه
واسمحو لي أن أبني على طرح الدكتوره بالآتي ..
أستطيع تجزأتها لثلاث مراحل مهمه
أولا : مرحلة ماقبل النفط ، حيث كان الجميع في صراع مع الطبيعه لأجل لقمة العيش واستمرار الحياة
من ضمن تلك الصراعات صراع البقاء واستمرار الوجود من خلال كيان الأسره
كان الرجل معفي من " الأبوه " باستثناء توفير لقمة العيش والتي كانت تستغرق كل وقته وجهده ..
المناطق الساحليه كانت رحلات البحث عن اللؤلؤ تستغرق أياما وأشهر ..
والمناطق الداخليه محصوره غالبا بين الرعي والاحتطاب ، ونتيجة الجهد والوقت كانت الأم تراعي هذا الجهد وتتكفل برعاية الأبناء والبيت كافه
لم يكن هناك أي خيارات لدى قطبي الأسره سوى المضي بما تقتضيه الطبيعه تلك الأيام
كانت عوامل التوافق تغلب أي تناقضات
هنا كانت السطوه للطبيعه
المرحله الثانيه : مرحله بداية طفرة النفط وبداية انتشار المدارس .. وقتها كانت السطوه ل " رجال الدين "
قادو الحركه التعليميه بالخليج ونشر الوعي بكثافه
لكن للأسف تم دمج بعض المعتقدات والأهواء ضمن تلك الحركه ، مضت الحياة
الرجل تغيرت ظروف البحث عن لقمة العيش لديه ، أصبح موظفاً براتب مجزي ووقت فراغ أكبر ،
لكن مازال العرف السائد السابق ساريا ، وهو تكفل الرجل بنفقات البيت فقط وعلى المرأه بقية الاالتزامات
طبعاً هنا نتحدث بالسائد ولا نعمم ..
وعلى النقيض تماما من الرجل ، زادت أعباء المرأه ، بين دراسه تارة والوظيفه أحيانا .
وان أرادت المرأه التخفيف من أعبائها يتم إستقدام عامله منزليه للدعم
هنا أيضا كانت المرأه منقاده لسطوة ذلك التيار ، مجرد الإعتراض أو التفكير بالتغيير كان المجتمع يصنفها " نسويه " وهو الوصف الذي تبغضه كل امرأه محترمه
..
ثالثا ، نأتي لظروف العقد الأخير ..
زاد بل واستفحل وعي المرأه بحقوقها ، وإصرارها على تلك الحقوق
في ظل أن الرجل مازال يصر أن يحصل على ذات الإمتيازات التي حصل عليها في الحقب السابقه
هنا كان الصدام وأصبحت حالات الطلاق تتم بأعداد كبيره ..
ختاما .. الأمومه غريزه فطريه زرعها الله حتى في قلوب الحيوانات ، قد تلقى الأم نفسها بالنار دون وعي لأجل أبنائها
أعلم انه يمكن أن نجد من تتخلى عن فلذات كبدها استهتارا وانجرافا خلف أهوائها
لكن هذا نادر جدا
نجد كثير من الأمهات يترملّن بسن صغيره ومع ذلك يسخرن ما تبقى من أعمارهم في سبيل تربية أبنائهم والحفاظ عليهم من جور الأعمام أو زوج الأم