عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-21, 07:08 AM   #9
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:21 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصص وعبر من حياة الصحابيات


صفية بنت عبد المطلب (2)
عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

هاجرت صفية رضي الله عنها إلى المدينة مع ابنها الزبير رضي الله عنه ، وقامت بأهم الأدوار في معارك المسلمين ، ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها في طليعة النسوة اللاتي خرجن لخدمة المجاهدين ، وتحميسهم على الجهاد، ومداواة الجرحى .

وفي هذه الغزوة استشهد أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أخو صفية وعم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثّل وحشي بجثته فبقر بطنه وجدع أنفه وأذنيه ، فجاءت صفية رضي الله عنها إلى ميدان المعركة وحملت رمحًا وجعلت تقول للناس موبخة مؤنبة: "انهزمتم عن رسول الله"، ثم تقدمت باتجاه الشهداء تريد رؤية أخيها حمزة رضي الله عنه وقد سمعت ما صنعه المشركين به من المثلى

يروى أنها جاءت وهي تحمل في يدها ثوبين لتكفنه، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بمقدم صفية إلى أُحد، ساءه أن ترى أخاها حمزة بهذا المنظر المريع ، فطلب من ابنها الزبير أن يحول دون رؤية أمه لأخيها حمزة، عندها اعترض الزبير طريق أمه قائلًا: "يا أماه إن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي"
فأجابته وهي تبتلع حسرتها وألمها مع دموعها: "ولم يا بني؟ قد بلغني أنه قد مُثل بأخي في سبيل الله وما أرضاني بذلك ولأحتسبن وأصبرن إن شاء الله"


وهي أول امرأة قتلت رجلاً ، تحدث هي عن نفسها رضي الله عنها قالت: أنا أول امرأة قتلت رجلاً كان حسان معنا ، فمر بنا يهودي فجعل يطيف بالحصن ، فقلت لحسان: " إن هذا لا آمنه أن يدل على عورتنا" ، فقم فاقتله . قال :" يغفر الله لكِ! لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا "، فأخذت عموداً ، ونزلت ، فضربته حتى قتلته .

فقد احتمت السيدة صفية رضي الله عنها مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبعض نساء الصحابة وأولادهم في حصن يملكه شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه ، يقال لهذا الحصن حصن فارع

وذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليحفروا الخندق في تلك الأثناء يحفروه حول المدينة، في هذه الفترة حدثت في حصن فارع قصةٌ عجيبة، كان أحد يهود بني قريظة يدور حول الحصن والنظرات الخبيثة تملأ عينيه، هرعت صفية رضي الله عنها إلى حسان بن ثابت تخبره بذلك وهي تقول: " قم ياحسان، قم إلى ذلك اليهودي فوالله إني لا آمنه أنه يدل على عوراتنا "

كانت رضي الله عنها تخشى أن يعرف اليهودي أن الحصن ليس فيه إلا النساء والأطفال فيذهب بتلك الأخبار إلى يهود بني قريظة، ويهود بني قريظة في غزوة الخندق نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وناصروا أعدائه عليه، فخافت أن يهجموا على الحصن فيقتلوا النساء والأطفال أو يسبوهم إذا ماعلموا أن ليس هناك من يحمي النساء والأطفال في الحصن

ولما رفض حسان رضي الله عنه أن ينزل ليقتل اليهودي ، فحملت رضي الله عنها عمودًا ثم نزلت متسللةً وأتت عدوها من خلفه وضربته على رأسه بالعمود عدة ضربات حتى قتلته، وعندما رجعت إلى الحصن قالت لحسان: "انزل يا حسان فخذ سلبه( السلب هو ما مع الشخص من سيف وأمتعة) فإنه والله لا يمنعني من ذلك إلا أنه رجل وأنا امرأة".
أجابها حسان: "يرحمك الله يا عمة رسول الله والله ما لي من سلبه من حاجة"

وقد أسهم لها النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم كما يسهم للمقاتلين، فقد اعتبر دفاعها عن النساء في حصن فارع وقتلها لذلك اليهودي مشاركة في الجهاد ، و شهدت رضي الله عنها بعد ذلك غزوة بني قريظة

ويوم خيبر خرجت صفية رضي الله عنها مع ابنها الزبير رضي الله عنهما فخرج، ياسر اليهودي فبرز له الزبير رضي الله عنه فقالت صفية رضي الله عنها لما خرج إليه الزبير: يا رسول الله يقتل ابني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بل ابنك يقتله إن شاء الله" ، فخرج إليه وهو يرتجز ثم التقيا فقتله الزبير .


توفيت رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين من الهجرة ، وهي بنت ثلاث وسبعين سنة ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودفنت بالبقيع
فرضي الله تعالى عنها وأرضاها....


 

رد مع اقتباس