عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-21, 07:00 AM   #15
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصص وعبر من حياة الصحابيات


الربيع بنت النضر

هي الرُّبَيِّع بنت النضر بن ضمْضم بن زيد بن حَرام بن جُندب بن عامر بن غَنم بن عدي بن النجار الأنصارية، وهي من بني عدّي بن النجار.

أخت شهيد أحد أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ وهي أم شهيد بدر حارثة بن سراقة رضي الله عنهم

استشهاد ولدها حارثة بن سراقة

دعا النبي ﷺ المسلمين للخروج إلى بدر، فخرج معهم حارثة وكان غلاما ، وبعد اصابة عبيد بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله ﷺ، ونقله لرسول الله ﷺ، ذهب الحارثة بن سراقة ليشرب من الحوض ، فأصابه سهم ، رماه به حبان بن العرقة ، وهو يشرب من الحوض ، فأصاب حنجرته فقتله

وبعد انتهاء المعركة ، وعودة النبى ﷺ من غزوة بدر بالنصر المبين، وكان في انتظارهم النساء والأطفال، ومن بينهم أم سراقة الربيع بنت النضر تنتظر مقدم ولدها فلما دخل المسلمون المدينة ولم يحضر حارثة بن سراقة، وعلمت بالخبر

فجاءت إلى النبي ﷺ تسأله عن مصير ابنها ، ولندع أنس بن مالك ( ابن أخيها يروي لنا الخبر كما هو عند البخاري قال أنس بن مالك : أنَّ الرُّبَيِّعَ بنتَ النَّضْرِ أَتَتِ النبيَّﷺ وكان ابنُها حارِثَةُ بنُ سُرَاقَةَ وكان أُصِيبَ يومَ بَدْرٍ أصابه سَهْمٌ غَرَبٌ فأَتَتْ رسولَ اللهِ ﷺ فقالت: أَخْبِرْنِي عن حارِثَةَ لَئِنْ كان أصاب خيرًا احْتَسَبْتُ وصَبَرْتُ وإن لم يُصِبِ الخيرَ اجْتَهَدْتُ في الدعاءِ( و في رواية )اجتهدت في البكاء عليه) فقال النبيُّ ﷺ : " يا أُمَّ حارِثَةَ إنها جِنَانٌ وإنَّ ابْنَكِ أصاب الفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى "

وكان حارثة رضي الله عنه عظيم البر بأمه، حتى قال النبي ﷺ :
"دخلت الجنة فرأيت حارثة، كذلكم البر".

أخوها أنس بن النضر أقسم على الله فأبره:

عن أنس رضي الله عنه أنَّ الربَيّع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنتها فطلبوا العفو من أهلها فأبوا ، فطلبوا الأرْش (الدية) فأبوا ، فقال رسول الله ﷺ: " كِتَابُ اللهِ القِصَاصُ"

فقال أنس بن النضر( أخوها) : أيكسر سنّ الربيّع؟ لا، والذي بعثك بِالحقِ لا يكسِر سنها، فرضوا بالأرْش، فقال رسول الله ﷺ: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ " ، أي رضى أهل المجني عليها بالدية بعد أن أقسم أخوها
البخاري

استشهاد أخوها أنس رضي الله عنه

لم يخرج أنس رضي الله عنه مع النبي ﷺ لقتال المشركين في غزوة بدر، فحزن حزنًا شديدًا أن فاته شرف القتال مع رسول الله ﷺ، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله في أول معركة بين المسلمين والكفار بعدها، ليعوض ما فاته من يوم عظيم.

وجاء للنبي ﷺ فقال له: يا رسول الله، غبت عن قتال بدر، غبت عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين اللهُ ما أصنع"، فلما كانت غزوة أحد ، خرج أنس بن النضر مع المسلمين، وهو يتمنى أن يلقى الله شهيدًا في هذه الغزوة.

وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول الله ﷺ ،وتحول النصر إلى هزيمة، وفر عدد كبير من المسلمين، ولم يثبت مع النبي ﷺ سوى نفر قليل، ثم أشيع بين المسلمين بأن رسول الله ﷺ قد قتل

فقال أنس رضي الله عنه :" ان كان رسول الله قد مات, فقوموا وقاتلوا على ما مات عليه رسول الله"
فانطلق يشق صفوف المشركين قائلاً: "اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يعنى أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعنى المشركين)"

ويروي أنس بن مالك – ابن أخيه -لنا بقية الحادثة ، كما عند مسلم :
" عمي الذي سمَّيتَ به لم يشهد مع رسولِ اللهِ ﷺ بدرًا ، فشقَّ عليه و قال : أولُ مشهدٍ شهده رسولُ اللهِ ﷺ غيَّبتُ عنه . إن أراني اللهُ مشهدًا ، فيما بعد ، مع رسولِ اللهِ ﷺ ، ليَراني اللهُ ما أصنع

فشهد مع رسولِ اللهِ ﷺ يومَ أُحُدٍ ، فاستقبل سعدَ بنَ معاذٍ فقال له : يا أبا عَمرو ! أين ؟ فقال أنس : واهًا لريحِ الجنةِ أجده دون أحُدٍ ، فقاتلهم حتى قُتلَ

فوُجِدَ في جسدِه بضعٌ وثمانون من بين ضربةٍ وطعنةٍ ورميةٍ ، فقالت أختُه ، عمتي الرُّبيِّعُ بنتُ النَّضر: فما عرفتُ أخي إلا ببنانِه (أصبعه)
ونزلت هذه الآيةُ: { مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } (لأحزاب23 ) فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابِه "


..تابعونا لنكمل


 

رد مع اقتباس