عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-21, 06:57 AM   #880
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



* إنّ الذي لا يَنفُذُ إلى أعماقِ الكونِ بالتفكّرِ والتدبُّر، ولا يسمَحُ لبَصيرتِه أنْ تَتفتَّحَ على حركةِ الحياة، وسُننِ التاريخ، ونِسبيَّةِ الزَّمَن، أو لا يستطيعُ أنْ يَخرِقَ بوِجدانِه جُدرانَ الحِسِّ الماديّ؛ فهو لا يَقدِرُ على تَوظيفِ لَطائفِه الروحانيَّةِ الباطنة، التي تُعانِي من الكسَلِ والخُمُود.
ولَن يُبصِرَ الجَمالَ أبدًا مَن لم يَفتَح عَلَى العالَم عُيونَ الرُّوح!(1)

* ولن يَكونَ التدينُ -من حيثُ هو حركةٌ في النفسِ والمجتمع- جميلاً إلا إذا جَمُلَ باطِنُهُ وظاهرُهُ علَى السَّواء؛ إذ لا انفِصامَ ولا قطيعةَ في الإسلامِ بينَ شَكلٍ ومَضمون، بل هُما معًا يتكامَلان.
وإنّما الجَماليّةُ الدينيّةُ في الحقيقة هي "الإيمان" الذي يَسكُنُ نُورُه القلبَ، ويَغمُرُه كما يَغمرُ الماءُ العَذبُ الكأسَ البَلّوريّة؛ حتى إذا وَصلَ إلى دَرجةِ الامتِلاء، فاضَ علَى الجَوارحِ بالنورِ، فتَجمُلُ الأفعالُ والتصرّفاتُ التي هي فِعلُ "الإسلام"، ثم تَترقّى هذه في مَراتبِ التجمُّل؛ حتى إذا وَصلَت درجةً من الحُسُنِ -بحيثُ صارَ القلبُ معها شفّافـــًا، يُشاهِدُ مَنازلَ الشّوقِ والمَحبّةِ في سَيرِهِ إلى الله- كان ذلِك هو "الإحسان".(2)
————————
(1):من كتاب "جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح"، ص ١٣٦-١٣٧،

==============

ما أن أبصرتُ هذه الحقيقة الجميلة والمؤلمة في الوقت نفسه، حتى اكتشفتُ هولَ ما ضيّعتُ من العمر خارج مدار رسالات القرآن!
وحجم ما خسرت من السير خارج فلك نور الإيمان.

وشاهدت معنى قولهصلّ الله عليه وسلم (أن تجعل القرآن ربيع قلبي). فما أجمله وما أجلّه من دعاء!

فأن يكون القرآن ربيع القلب= معناه أن يكون القرآن هو نبع الماء الصافي المتدفق الرقراق الذي يسقي الروحَ بنور الله!

فماذا يبقى بعد ذلك بهذا القلب من الهم والغم؟ وماذا يبقى به من الدرن والضلال أو من الأوجاع والأدواء؟

د. فريد الأنصاري

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس