حدثنا علي بن أحمد عن أبو صادق قال:عندما كنتُ قاعد، مللولٌ عند قارب، أعد في مالي غير واهب، أدورُ لعلِّ ألقى الواهب، الذي يعطيني مالًا كثيرًا عاجب، حتى رأيتُ أبو حاكم، على حمارهِ قادم، كثير المال أجم، وعلى سرجهِ حازم، قلت:قف يأبو حاكم، أساعدك على حمل أثقالك من فائض، قال:بعد التنبه، حماري كفيلٌ بما هو حامل، وليس معي أجرة العامل، وأسمي ليس أبو حاكم، بل عازم أبو حازم، قلت: بعد الأذعان بما قال، أعوذُ باللهِ من كل شرٍ ناقل، وشيطانٍ ومارق، وكل ما هو هامز، في قلب أبو حازم، وبعد الأشاره برفع صوتي عند القارب، صديقي أصبح من نائم ألى لي ملاصق، وقال:أبو حاكم صديق أبو صادق، يامرحبًا بالأمين الصادق، أمير الحواذق، رفيق أبو صادق، أجاب أبو حازم بعد أن ساء فاهُ، وعرف سوء فهم أبو صادق وقال: أبو صادق لستُ انا رفيق الدرب العامر، وأعتذر عن سوء أدبي الضامر، أجاب أبو صادق لا عليك فأن بعض الظن أثم، وأن بعض من تصادف قد ترافق، تعال معي لشواءٍ في السوق المجاور، حتى نخلط الخبز بالمالح، ونصير لأبو حازم أقرب من أبو حاكم، فقال: لا أنت اليوم عندي ضافر، لأمحو ما سبق مني كنتُ غارر،وأثبت لي صديقك أني مسرع، في ظني وانت الصادق، فرجع أبو صادق، ألى بيتهِ وكرشهُ وارم، بدون أن يخسر دينارًا واحد.