بِجَانِبِ ذَلِكَ الْمَعْبَدِ.
عِنْدَ ذَلِكَ الْجِدَارِ
تَرْكُونِي وَحِيدَةٌ طِفْلَةً
لَمْ تُعَرِّفْ مِنَ الطُّفُولَةِ
إِلَّا اُسْمُهَا وفِي تِلْكَ لَيْلَةِ الْبَارِدَةِ
وَالثَّلْجِ يَتَسَاقَط
أَخَذَنِي رَاهِبُ الْمَعْبَدِ
قَامَ عَلَى رِعَايَتِي
عَلِمَنِي كَيْفَ أَكُونُ طِفْلَةً
فِي جَسَدِ اِمْرَأَة
كَانَ يَقُولُ لِي:
دَائِمَا صَغِيرَتِي جَمَّالِكَ
مِثْلُ الْوَرْدَةِ الْبَيْضَاءِ
اي خَدْشٌ سَوْفَ يُؤَذيهَا
حَافِظِيٌّ عَلَى نُقَاءِ قَلْبِكَ
وَطُهْرِيَّ رَوْحِكَ مِنَ الْمَشَاعِرِ السَّيِّئَةِ
الَّتِي لا تجلب إلا الْهَمِّ وَالْحُزْنِ
...
سَأَلَتْهُ ذَاتُ يَوْمِ
لِمَاذَا فَعَلًّ وَالِدِيَّ ذَلِكَ
ماذنبي انا أَنَّ خَلِقَتْ فَتَاةٌ
وَالْآنَ أَصْبَحَتِ اِمْرَأَةٌ
يُشَارُ إِلَيْهَا بِالْبَنَانِ أَنَا حَائِرَةٌ..؟
عَزِيزَتُي مرَّيَانَا مَضَتْ سِنَّيْنِ
وَأَنْتِ تَسْأَلِينَ؟ نَفْسُ السُّؤَالِ
أَتَرْكِيَّ الماضي مَيْتَا وَعَيْشِيّ الْحَاضِرِ
أَمَامَكَ مُسْتَقْبَلُ
سَوْفَ تُصَبِّحِينَ مَلِكَةَ أسبانيا
مَاذَا !!
أَجَلْ أَشِعْرٌ بِذَلِكَ ياحبيبة قَلْبِيٌّ
....
سَوْفَ تَعْشَقِينَ رَجِلَا مَهِيبُ طُلُعِهِ
فَارِسٌ لَا يَشَقُّ لَهُ غُبَارٌ، يَكُونُ مَلَاَذُكَ
وَذَلِكَ الْحِضْنِ الدافئ فِي ليالي الشِّتَاءَ
وَهُوَ مَنْ يَعْزِفُ عَلَى أَوْتَارِ القوافي
أَجْمَلَ تَرَانِيمِ الْحُبِّ وَالْهِيَامِ
بِكَ وَ مَعَكَ يَخْتَصِرُ النِّسَاء
اُنْتُ الْمُتَفَرِّدَةَ، الْمُتَمَرِّدَةَ الًا عَلَيْهِ
فَرَسَ لا تليق الًا بِسَيِّدِهَا
.....
وَفي تِلْكَ القلعة الْجَلِيدِيَّةَ
وَفِي لَيْلَةِ شِتَاءِ تَلْتَقِي الأرواح
وتتآلف القلوب وتصدق المحبة
وتلك القصور شَاهِدَةً عَلَى ذَلك الْحُبِّ
الَّذِي قُدْ سِكُنَّ كُلَّ زواية
وَاِحْتَضَنْتَ كل ذكرى من ذكريات
ذلك العشق الأبدي
وَعَنْدَمًا كُنْتُ طِفْلَهُ بِجَانِبِ
جِدَارِ الْمَعْبَدِ ذات شتاء
الان أَصْبَحَتِ ياصغيرتي
الْأَميرَةُ الإسبانية مرَّيَانَا
مَلِكَةَ مُتَوِّجَةَ عَلَى عَرْشِ
مَمْلَكَةٍ وَمَلِكٍ
نبض الخامسة فجراً
مشاركة متواضعة
قراءة ممتعة
همس المهرة