عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-21, 05:06 PM   #1
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  يوم أمس (10:50 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي بين الفصول والإنسان (مسابقة سيد الفصول)



بين الإنسان والفصول
(فصل الشتاء من الولادة حتى الشباب)
ها أنا اليوم نشيط اراقب القريب والبعيد
حديثي اليوم ليس بعجيب ولا غريب
بل حديث متأمل يتأمل الفصول؛
ليرسم لوحة مزدوجة يقارن فيها
تشابه خلق الإنسان مع المواسم والشهور،
فولادة الإنسان تأتي كالغيث بعد
طول انتظار ألا ترى المزارع
يجهز الأرض كي تستقبل الأمطار بالترحاب،
فيحفر الممرات لتسلكها مياه الأمطار حيث يريد.
بعد طول انتظار يرسل الله عز وجل الرياح بشرا
(وَهُوَ ٱلَّذِی یُرۡسِلُ ٱلرِّیَـٰحَ بُشۡرَۢا بَیۡنَ یَدَیۡ رَحۡمَتِهِۦۖ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَقَلَّتۡ سَحَابࣰا ثِقَالࣰا سُقۡنَـٰهُ لِبَلَدࣲ مَّیِّتࣲ فَأَنزَلۡنَا بِهِ ٱلۡمَاۤءَ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ نُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ)
[سورة الأعراف 57]
وكذلك الإنسان يخرج بعد تجهيز وانتظار،
فترى بشرى قدومه تسر الوجوه والابصار،
فتخرج البراعم وهي تحتاج لمن يرعاها ويسندها،
فترى المربي يسعى لتهذيبها وتحديد موقعها في الأرض والحياة،
وما هي إلا فترة وجيزة حتى يشتد عودها،
وتُظهِرَ زهورها جمالها وقوتها وهذا هو ربيعها

(الربيع من الشباب حتى الأربعين)
في أيامها هذه تظهر قوتها وشبابها فتراها تتباها بجمالها
وترى الزهور تغطيها والخضرة واجهة تتبختر فيها
وتحدث الناس عن عنفوانها
والفراشات حولها تبحث عن زهرة تستقي من رحيقها
انظروا إليها وتأملوا
(أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَاۤىِٕقَ ذَاتَ بَهۡجَةࣲ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُوا۟ شَجَرَهَاۤۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمࣱ یَعۡدِلُونَ)
[سورة النمل 60]
لا اله الا الله خلقها وانبتها وجعلها آية تدل عليه عزوجل.
وبعد هذه الأرض المخضرة والزهور يأتي

(فصل الصيف من الأربعين حتى الستين)
هنا تبدا الحرارة بالارتفاع، و ظهور الاصفرار، والشيب
وغيرها من مظاهر الانتقال لمرحلة أخرى مرحلة النضوج
النضوج النباتي والفكري والعقلي،
هنا يبدأ الإنسان ينظر للأمور بمنظار المتزن العاقل
فقد بلغ سن راى فيه نضوج أبنائه فتذكر فضل الله عليه ثم فضل والديه فعندما أصبح والد عرف القيمة الحقيقية لوالديه وسن النضوج علمه بأن اهم الأمور هو أن يوفق الله عز وجل عبده للتوبة وعمل الصالحات لذلك دعاه قائلا..
(..... حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِینَ سَنَةࣰ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِیۤ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ ٰ⁠لِدَیَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحࣰا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِی فِی ذُرِّیَّتِیۤۖ إِنِّی تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَإِنِّی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ).
[سورة الأحقاف 15]
ثم يأتي
(فصل الخريف من الستين حتي البداية الجديدة)
في هذا الفصل يبدأ يظهر ضعف الأشجار والأجسام،
فالأوراق سقطت، والصحة تغيرت،
وبدأت تظهر الاعراض والامراض، لتنذر بالاقتراب اقتراب الأجل فالعاقل حتى في هذا السن من يستدرك ما فات ويبدأ بإسقاط ذنوبه كما تسقط الأشجار ألاوراق لأن بعد هذا السن موسم وفصل جديد
اما سيعيد للاشجار جمالها ورونقها وزهورها،
واما سيجعل َمنها حطبا لمواقد الشتاء.
نسأل الله حسن الختام.