صدق َ من قال :
...الحياة ليست بحثاً عن الذات ،
و لكنها رحلة لصنع الذات ،
فكوّن من نفسك شيئاً يَصعب تقليده.....
و لكن...
لو كنتُ لأعدّل على هذه المقولة لغيرت ثلثها الاخير و لقُلت :

....فكوّن لنفسك كيناً خاصاً بك و لا تفرضه على أحد .....

لأن الحاصل في واقع هذه الحياة
أن الذي اجتهد
واعتقد
انه قد وجد ذاته
فرح بنفسه
و رآها مثالاً يُحتذى به
فجعل من ملامحها
الداخليه....و حتى الخارجية
أيقونه و مَثَل
وجب على العقلاء من حوله ....بحسب وجهة نظره
أن يسيروا على هديه !
و هذا الأمر بالغ الخطورة
لأن الوحيد الذي علينا التأسي به
و السير على هديه و خطاه
هو سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام

و أن يقلدنا الاخرين أو لا يقلدوننا
فذاك شأنهم
لا يجب أن نشغل بالنا و فكرنا
في أن نتميز لنكون غير
او أن نتميز لنكون فريق غير

على همنا الأساسي
أن ينحصر في أن نكون
أقرب لما يُشبهنا
و يعبر عن هويتنا .....و..... أفكارنا
و يتوافق مع منطقنا ...و.....فطرتنا السليمة ما أمكننا .
و إن كنت قد قرأت عن حياة الصحابة رضوان الله عليهم
لوجدتَ بأنهم يختلفون في شكل حياتهم
رغم أنهم جميعاً يتأسون و يستنون بسنته صلوات ربي و سلامه عليه
فكل واحد منهم كان يستن بما هو أقرب له
و منهم من كان يستن في جميع الأمور
و لأنه لم يجعل سنته الخاصة "بحياته الشخصية"
قانوناً ملزما لهم
بل ترك لهم حرية الانتقاء من بينها
كانوا جميعاً على اختلافهم ينتمون لِسُنته

.....فأرقى الاقتداء ...
ما جاء طواعية بدافع المحبة...
و المحبة دافع داخلي و ليست ضغط خارجي .....