عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-21, 08:17 AM   #1
رمـآد آلآحسـآسـ

الصورة الرمزية رمـآد آلآحسـآسـ

آخر زيارة »  12-23-23 (10:32 PM)
المكان »  عالمي الصغير
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Pink Heart Balloon موقد كانون || مسابقة سيد الفصول




- يَأْتِي مَطَرُ الشِّتَاءِ مَحْمَلًا بِالطُّهْرِ بَيْنَ تَرَانِيمِهِ
يَغْسِلُ الطُّرْقَاتُ وَالْأَمَاكِنُ
وَيَغْسِلُ الْأَفْئِدَةُ مِنْ غُلِّهَا، عَلَّهَا تَعَوُّدُ طَاهِرَةً نَقِيَّةً
أَمَّا عَنْ ذَاكَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ بِتَفَاصِيلِهِ السَّاحِرَةِ
فَهُوَ يُعِيدُ السِّكِّينَةَ وَيَبْعَثُ الطُّمَأْنِينَةُ لِأَعْمَاقِنَا
كُوبَ قَهْوَةٍ وَكِتَابٌ أَمَامَ المدفئة، يَكْفِي لِبَثِّ الْمَسَرَّةِ فِي
( الْوَحْدَةَ مُؤْلِمَةٌ لِلْبَعْضِ، لَكِنَّهَا فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ مُغْرِيَةَ جِدَاً )
...
جميلٌ هُوَ الشِّتَاءُ
حِينَ تَتَسَاقَطُ قطراتهٌ لِتُبْلِلِ الْأرْضَ
وَتَنْبَعِثُ رَائِحَةُ التُّرْبَةِ السَّاحِرَةِ
أَمَّا حِينَ تَسَاقُطِ الثَّلْجِ، تِلْكَ الْحُبَّاتِ الْبَيْضَاءِ
تُشْعِرُنِي كَأَنِّيٍّ أَرَى غُيُومَ عَنْ قُرْبِ شَدِيدِ
وَتِلْكَ التَّجَمُّعَاتِ مَعَ الْعَائِلَةِ حَوْلَ مَوْقِدُ نَار كَانونْ
تَبْعَثُ الْأُلْفَةُ فِي الْقَلُوبِ
يُقَالُ عَنِ الشِّتَاءِ أَنَّهُ فَصْلُ الْحُبِّ
فَفِيهِ تَلْتَقِي الْقَلُوبُ وَتَتَحَدَّ الْمَشَاعِرُ
فَصِلٌّ عَاطِفِي، لَيَالِيَهُ الطَّوِيلَةَ تُهَيِّجُ الْعَوَاطِفُ
وَلِأَنَّ دِفْءَ الْحُبِّ يَمَّحِي بَرْدُ الشِّتَاءِ
فَمَا أَجْمَلُ أَنَّ تَمَسُّكَ يَدِ مَنْ تُحِبُّ لِكَيْ يتغلغلَ الدِّفْءُ أرْوَاحِكُمْ
( فِي شِتَاءٍ مَاضٍ...كَنَّا مَعَا)
... وَمُؤْلِمَ الشِّتَاءِ بِقَدْرٍ مَا هُوَ جَمِيلُ
فَكُلَّ تِلْكَ الْقَصَصِ الْمَأْسَاوِيَّةِ الَّتِي نَسْمَعُهَا فِيهِ
أَكْثَرَ مَا يُؤَلِّمُ هُوَ سَمَاعُ أخباراً عَنْ طِفْلٍ تَوَفَّيْ أثَرَ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ
او عَنْ عَائِلَةٍ لَمْ تَجِدْ لَهَا مَسْكَنَا فِي هَذَا الزَّمْهَريرِ
او حَتَّى عَنْ رَجُلِ مُسِنِّ يُجْلِسُ بِالشَّارِعِ بعدمَا سَئِمَ مِنَ الْبَحْثِ عَنْ مَأْوَى او عَمَلْ
حَتَّى يَتَجَمَّدُ بَرْدَا، أَيَّ وَجَعٍ يَكُونُ هُنَا
عَنْدَمَا تَسَمُّعِ أَشْيَاءٍ كَهَذِهِ وَمَا لَكَ مِنَ الْحِيلَةِ سِوَى الْجُلُوسِ وَالْحُزْنِ عَلَيْهُمْ
( ذَاكَ الْمَطَرِ، وَكَأَنَّهُ دُموعُ السَّمَاءِ وَصَوْتِ الرَّعْدِ أشبَهُ بنَحِيبُهَا)
...
لَمْ أُحِبَّ فِي صِغَرَي مِنَ الشِّتَاءِ سِوَى هُطُولِ الثَّلْجِ
لَكِنَّ الأن أَصْبَحْتُ اِعْشَقُ أصْغَرَ تَفَاصِيلَهُ
شَمْسَهُ الْخَجُولَةَ الَّتِي تَتَدَلَّلُ حَيَاءً فِي حَضْرَتِهِ
طُرْقَاتِهِ الْمُبَلَّلَةِ، وَغُيُومَهُ الْكَثِيفَةَ وَصَبَاحَاتِهِ الْمُنْعِشَةِ
عَتَمَتْهُ الْقَاتِمَةُ الَّتِي تُسْدَلُ فِي مُنْتَصَفُ النَّهَارِ
رِيَاحَهُ الَّتِي تَطَرُّقُ النَّوَافِذِ وَتَحَرُّكِ اوراق الشَّجَرِ
مَشَاعِرَ جَيَّاشَةَ تَأْتِي فِي كُلِّ أيَّامِ الشِّتَاءِ
وَعَاطِفَةً تَشْتَدُّ...
( مَوْقِدُ كَانُونٍ، نَارَ تَتَّقِدُ مَنْ هَوَى)


 
مواضيع : رمـآد آلآحسـآسـ