عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-21, 09:29 AM   #910
خياآل

آخر زيارة »  02-13-24 (01:02 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



[النية تجارة العلماء] ولكن كيف للعلماء أن يتاجروا بهذه النيات ليحصلوا على الثواب والأجر الجزيل من الله؟ وهل من الممكن أن نتاجر معهم في مثل هذا؟

تجارة النيات تكون في المباحات كالأكل والشرب والنوم وغيرها وإذا لم يقصد بها العبد النية الخيرة فإنها لن تعود عليه بالنفع الآخروي, فتدخل النية الصالحة على هذه العادات لتصبح مما يستعين به على الطاعات ,قال بعض العلماء: عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات, ومثاله إذا استحضر العبد النية قبل النوم بأنه يريد بهذا النوم أن يتقوى به على طاعة الله وأن يصحو لصلاة الفجر أو لقيام الليل فإنه يؤجر عليه, قال ﷺ : (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه) رواه النسائي, وأيضا لو تطيب العبد قبل ذهابه للصلاة - والتطيب عادة – ولكنه نوى بها اتباع الرسول ﷺ في يوم الجمعة أو أن ينوي رفع الروائح الكريهة عن نفسه حتى لا يؤذي من هم حوله في المسجد فيثاب على ذلك كله.

وقد تكون التجارة بالنيات في الطاعات بأن يؤدي العبد عملاً واحداً وينوي به أكثر من نية صالحة, وهذا الأمر ينبغي ألا يفوته عاقل، قال يحيى ابن كثير: (تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل), وقال ابن المبارك: (رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية), ومثال ذلك من يتصدق وينوي أن يكون بالصدقة في ضل عرش الرحمن وأن يكسو مسلما أو يطعم جائعا وأن يفرج كربة مكروب حتى يفرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة, أو من يقرأ القرآن وينوي بذلك معرفة الشرع والحلال والحرام والعمل بما فيه وينوي أن يكون له شفيعاً وأنيساً له في قبرة وينوي التقرب لله وتذكر الآخرة والاتعاظ مما فيه من قصص وأخبار الأمم السابقة وهكذا, ويدخل في تجارة النيات إذا نوى العبد استدامه عبادة من العبادات التي يقوم بها كقيام الليل أو صيام أيام من الشهر فإن أصابه أمر كمرض أو سفر أو غيره فإنه يُكتب له, فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه صدقة عليه) رواه النسائي في السنن , وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الاشعري قال : قال رسول الله ﷺ : (إذا مرض العبد أو سافر كتب له بمثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً).


 

رد مع اقتباس