الموضوع: لَا صَخَبْ ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-21, 02:48 AM   #173
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  يوم أمس (11:32 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ها أنا أجولُ تحتَ أوراق الصَّفصافِ المتدلِّية
يأخذنِي أرِيجُها لعبَقِ الماضِي
فأشدّها بيَدِي
أقرِّبُها مِن أنفِي
أستنشِقُ عطرها بقوة
فكأنّما عِطرُها يأخُذُنِي مِن وَعيي
للغَرَقِ بك ..

ها هيَ نَسائمُ الرَّبيع تهزُّ الأغصَان
لِتُثِيرَ بِرقَّتِها حَنِيني
لِتُحرّكَ كُلّ عواطِفِي
ليعُودَ النّبضُ فِي تَلَهّفِهِ إليك
إنَّنِي في صراعٍ مُحتَدٍّ مَعَ الزَّمن
وَ كَم أُشفِقُ على شَوقِي
شوقِي الذي لا يَكُف عَن اللهاث
كَمُصابٍ يُعِيقُهُ النَّزيف
و لا يُريدُ التَّوَقفَ عنِ العَدو .

كُلَّما نَظَرتُ إلى القَمَرِ أرَاك
فَهُوَ كأَنت .. تلوحُ مِنَ البَعِيد
فِي غروبٍ وَ بزوغ
فِي تواريٍ و ظُهور !
في تناقُصٍ .. و ازدياد
هَذِه أنا المأسورَةُ بِك
أحِنُّ إليكَ تَحتَ الشَّجَر
و أئنُّ عليكَ عِندَ القَمَر
و أذكُرُكَ فِي هُروبِي المُستَمِرّ إلى الصَّمت
وَ ما عفى عنِّي الصَّمت !..
اقتَصَّ مِنِّي حينَ شَرّدَنِي فِي متاهاتِ الليل
حينَ ضَجَجتَ بِداخِلي
فَفِضتَ وَجَعاً و ألَماً ..
سأُغَادرُ الصَّفصافَ وَ القَمَر
سأعودُ لأورَاقِي و أقلامي
لأنثُرَكَ رذاذَ عِطرِ ياسمينَةٍ حديثَةَ التّفَتُّح
لأستَرجِعَكَ حُبّاً و شوقاً
وَ حَنِيناً و شَغَف .


 

رد مع اقتباس