تحية طيبة اخت/ النايفة

.. كنا تكلمنا من بُعد نظري عن كيفية التعامل مع نشوذ الابناء
وشخصيا، لي وجهة نظر .. انا اقرب فيها ..
الى ان الامل في جدوى البعد النظري محدود .. ان لم يكن معدوم

ليش ؟!
لان اذا تاملتي، حتجدي ان السبب في نشوذ وعصيان الابناء
هم الوالدين انفسهم .. اللي احنا مخولين عليهم المسؤولية والامل في الحل النظري

ليش الوالدين هم السبب ؟!
براي المشكلة لها جذور، ..
وجذورها ترجع الى الاجواء اللي نشأ فيها الابناء من طفولتهم
واللي يُكاد يُجزم انها كانت اجواء خلاف، وشحناء، واضطراب، وقهر
في الظاهر يبتسم الكبار لبعض .. عشان تمشي الحياة، .. عشان الستر
ولكن في داخلهم هم غير راضيين، .. ومحتقنين، .. ومتالمين
والاطفال عندهم القدرة لاستعشار هالامور رغم محاولة الكبار اخفائها
.. وداخليا، ونفسيا، تاثر عليهم بشكل كبير

اذا تاملتي في خلفية جيل اليوم، فهم ابناء جيل ما عرف بـ"الطفرة"
وجيل الطفرة نفسه نشأ في ظروف واوضاع كانت جدا مختلة
كثر في جيلهم الطلاق
كثير من الابناء من صغرهم نشأوا في وجود والد واحد في حياتهم
إن ما خرجن الامهات للعمل او الدراسة، فهن على الحاسب في المنتديات ومواقع الدردشة
والاطفال مع الخادمات والسائقين والقنوات الفضائية والعاب الكمبيوتر

ما اقصد ان اكون متشائم، ولكن ..
انهيار اليوم ما هو الا تطور وامتداد لانهيار قد سبق وان بدا في جيل الاباء
.. ، جيل الاباء نفسه .. كان مضطرب وثائر على وضعه وظروفه

يفول الامام الشافعي في شعره، رحمه الله :
اياك تجني سكرا من حنظلٍ *** فمذاق الشئ يرجع للاصلي

وتقول الحكمة في المثل :
فاقد الشئ، لا يعطيه


اذا كان الاباء هم انفسهم سبب عصيان الابناء
،تتوقعي يقبلوا التوجيه والنصح منهم؟
.. اخت/ نايفة، .. نحن بحاجة لحلول اخرى