عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-21, 07:42 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقب الرسول صل الله عليه وسلم، أصحابه بأسماء وألقاب عدة حبًا وتكريمًا لهم؛ فمنهم من لقبه بـ”أسد الله ومنهم أبوتراب ومنهم إمام المجاهدين، ومنهم أمين الأمة.. “.

وحديثنا اليوم عن “حِب رسول الله” وهو الصحابي الجليل زيد بن حارثة؛ وهو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكره صراحة في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا). 37 الأحزاب.

وعن سيرته يذكر أن أم زيد كانت قد ذهبت إلى أهلها لتزورهم، وبينما هي هناك أغارت عليهم خيل، فسرقوا ما سرقوه، وسبوا ما سبوه، وكان من بينهم أم زيد، ثم قاموا بعرضها للبيع في سوق للعبيد، فاشتراه حكيم بن حزّام، ثم أهداه إلى عمته خديجة بنت خويلد، وقامت خديجة بوهبه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل الهجرة، ثم لبث عنده مدة، ثم جاء عمّه وأبوه يرغبان في فدائه، فقال “إنّ الأمر يعود للفتى إن أراد رجوعًا رجع، وإن أراد بقاءً بقي، خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء”،

وعندما خيروا زيدًا أن يعود مع أبيه أو يبقى مولى عند رسول الله، فاختار زيد البقاء مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهذا قبل النبوة، فتعجب أبوه واستنكر عليه هذا، أيعقل أن يختار العبودية عند شخص على العودة مع أبيه إلى منزلهم؟!

فقال زيد: والله لم أر من محمد شيئًا يزعجني قط، فأخذه سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام- إلى حجر الكعبة وأعلن أنّه قد تبنّاه؛ تخفيفًا لما في نفوس والده، وقال “يا معشر قريش اشهدوا أنّه ابني يرثني وأرثه”، وأصبح يقال له زيد بن محمد، إلى أن جاء الإسلام بتحريم التبني فعاد اسمه كما كان، قال تعالى:

“ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”.

ولهذا فقد كان لزيد بن حارثة في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حب كبير وشديد، ولكن بعد أن فقد نسبه لرسول الله وطلاقه زينب بنت جحش، أراد الله أن يعوض زيدًا عن ذلك خيرًا وأن يخفف عنه، فأكرمه بذكر اسمه دون أحد من الصحابة.

استشهد زيد خلال معركة مؤتة من العام الثامن الهجري، فقد خرج الجيش إلى منطقة مؤتة في الشام لملاقاة الروم، ولإدراك الرسول – صلى الله عليه وسلم – أهمية المعركة، قام باختيار ثلاثة جنود شجعان، فرسانًا في النهار رهبانًا في الليل، وقال عند وداع الجيش: “عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة”، واستشهد زيد – رضي الله عنه – في المعركة، واستشهد جميع القادة الثلاثة، فأمسك خالد بن الوليد بزمام الأمور، وقام بحيلة بسيطة أربكت جيش الأعداء، ومكنته من الانسحاب بالجيش بأمان.

حزن الرسول – صلى الله عليه وسلم- على زيد حزنًا شديدًا حتّى إنّه بكى لذلك، فقيل له: ما هذا يا رسول الله؟، فقال: “شوق الحبيب إلى حبيبه”.

رحم الله زيدًا – رضي الله عنه – وألحقنا به في الفردوس الأعلى، وجمعنا به والأنبياء والرسول والصحابة أجمعين في الفردوس الأعلى وحول حوض النبي “صلى الله عليه وسلم”.. إنّه وليّ هذا والقادر عليه.

المصدر: السيرة النبوية