التوافق الفكري بين الزوجين
أهم نوع توافق لازم وحتما ولابد نبص عليه قبل ما نقرر نكمل ولا لا
التوافق الفكري يعني اتنين دماغهم واحدة أو متقاربة أو واخدة نفس الإتجاه
دماغهم اللي هي ايه .. اللي هي أفكارهم ومفاهيمهم.. وجهات نظرهم عن الدنيا والحياة .. قناعاتهم عن المواضيع المهمة والمحورية في الحياة - مش أي موضوع في الحياة .. لا المواضيع المهمة اللي هتمس حياتنا الزوجية بشكل مباشر.
العولمة والاشتراكية والنازية والحياة البرية كل دي مواضيع ممكن يكون لنا فيها رأي - سواء متفق أو مختلف - لكنه غير مؤثر في جودة حياتنا الزوجية .
أما المواضيع المحورية في الحياة هي اللي تتعلق بحياتنا الزوجية بشكل مباشر يعني مثلا:
قناعاتنا عن الزواج و مفهومنا ليه ذات نفسه كفكرة ..
كل ما تقاربت وجهات النظر و القناعات عن الجواز كل ما كان أفضل
يعني لو اتنين شايفين ان الجواز نعمة وانك تشارك الحياة مع حد بتحبه و يحبك .. تسندوا بعض و تسعدو بعض و تجربوا كل شئ في الحياة مع بعض و انها علاقة صداقة ومحبة .. هيبقوا منسجمين أكثر من مثلا زوجة شايفة الحياة مشاركة و زوج شايف ان الجواز هو تبديل أم بـزوجة مش أكثر .. و حياته هتمشي زي ما هي الشغل و قعدة القهوة
طبعا اختلاف الرؤية للزواج هيعمل مشاكل جامدة جدا
الطرف اللي شايفه علاقة صداقة ومحبة ومشاركة .. هيكون مفتقد كل الإحتياجات دي و مش لاقيها فيطلبها و هيعمل عليها مشاكل .. و يجيله اكتئاب و ينطفي ويندم و يكره الحياة
و الطرف التاني اللي بدل الأم ب زوجة هيعتبر الأول نكدي و لحوح و بيطارده أو عاوز يقيده أو معتبره غير كفئ لدوره .. فيزيد في البعد .. وفي الأصل كل واحد فيهم بيكون عايش قناعته و مفهومه عن الجواز و منتظر من التاني يكمله الصوره اللي هي اصلا مش عنده .. فهنا مشكلة اختلاف قناعات اللي بيتبني فوقها اختلاف طريقة حياة و المعاناة بعد كده من عدم اشباع احتياجاتي اللي كنت عايزها من الجواز
لازم نعرف قناعة الطرف التاني عن الجواز .. القناعة الحقيقية .. اللي هي مش من نوع لانه سنة الحياة ولانه لازم يبقى عندي أسرة و بيت و أولاد عشان دا كلام محفوظ لا يعبر عن اي شئ .. اعرف الإحتياجات الشخصية من الجواز .. اللي بتدور حوالين الحاجات النفسية و العاطفية للشخص اللي نفسه ياخدها من الجواز .. عشان تعرف يناسبك شكل الجواز دا ولا لا .. و كمان عشان تعرف هتقدر تلبي الإحتياجات دي ولا لا
لأن جواز لا يلبي احتياجات أطرافه .. فاشل حتى لو مستمر .
و احفظوا الجملة دي كويس جدا
كذلك إختلاف فكرتنا عن دور الراجل و الست في منظومة الزواج
- يعني ما ينفعش واحد شايف ان الست مكانها البيت و كل المطلوب منها حسن التبعل للزوج يتجوز واحدة لها طموح أكبر من كونها تبقى زوجة صالحة فقط - مع انه مشروع- بس اختلاف قناعة كل طرف عن دور ومكان التاني بيعمل مشكلة .
- و ما ينفعش واحدة شايفة ان الجواز مشاركة في فرص الحياة نفسها زي السفر و التجارب الجديدة و التطور الشخصي .. تتجوز واحد مفهومه لشريكة الحياة انها حبيبة القلب وشريكة السكن والقرارات الزوجية و أم العيال .. لكن فرص الحياة زي السفر و حقها في التطور الشخصي و خوض التجارب الجديدة مع بعض غافل عنها تماما بقصد أو بدون قصد و بيستأثر بها لنفسه .. فيتطور هو وظيفيا و اجتماعيا وشخصيا بكثرة التجارب وتفضل هي أم العيال العزيزة .. هيحصل مشاكل منبعها إحساسها انها مظلومة و ان مش هو دا مفهوم شراكة الحياة و ان مفيش عدل ولا تكافؤ في الفرص ( حصل بردو مع حد أعرفه ) و يتبني فوق دا عدم رضا وتجنب وغيرة و مشاكل
- ولا ينفع واحد شايف ان دوره بس يجيب فلوس .. و باقي مسؤوليات الحياة دي شغلانة مراته.. يتجوز واحدة شايفة ان الحياة مشاركة في كل شئ و هي دي قناعتها اللي مش هتقدر تقبل بغيرها .. طبعا طبعا هيحصل مشاكل. منبعها احساسها انها الطرف المتحمل لأكثر المسؤوليات .
لازم نعرف الطرف التاني شايف دوري كزوج أو زوجة في حياته هيبقى ايه و حياتنا هنشاركها و نعيشها ازاي مع بعض
التعامل مع الجنس الآخر مثلا موضوع محوري في الحياة الزوجية و بيأثر عليها بشكل مباشر
لو الاتنين شايفين انه لازم يكون في حدود وواضحة بين الجنسين .. مفيش خلوة مفيش هزار ولا حكايات شخصية .. ويكون التعامل بذوق على قدر ما يتطلبه الموقف فقط
هيبقى علاقتهم منسجمة وأكثر ثقة متبادلة من اتنين واحد فيهم شايف انه عادي يبقى ليا أصدقاء من الجنس الآخر والتاني رافض الفكرة .
الفلوس كمان موضوع محوري و يمس الحياة الزوجية بشكل مباشر
لو الاتنين شايفين ان الفلوس وسيلة تستخدم لتحقيق السعادة و بالفلوس دي ممكن يطوروا نفسهم أو يضعوها في ما ييسر عليهم الحياة أو يصنعوا بيها ذكريات سعيدة بجانب احتساب جزء للخطط المادية المستقبلية .. غير لو طرفين ..الأول فيهم شايف ان الفلوس معمولة عشان تريحنا والتاني شايف انها معمولة عشان تكتـنز واننا لازم نستحمل صعوبة الحياة و نتعامل معها .. والاتنين مشروعين و مش حرام لكن إختلاف مفهوم المال ووظيفة المال ممكن يخلق بعض المشكلات
في الحالة الأولى الاتنين هيبقوا منسجمين لأن الإتنين عندهم نفس وجهة النظر تجاه المال
أما في الحالة التانية في طرف هيتهم بالإستهتار والتبذير و عدم المسؤولية
و التاني ب البخل .
التدين مثال آخر
لو اتنين شايفين الدين أخلاق و حشمة وأداء الفرائض في المقام الأول قبل ما يكون نقاب ولحية و تقصير ومظهر معين ..
هيبقوا منسجمين أكثر من لو حد شكل تدينه أخلاقي .. و الآخر شكل تدينه يميل إلى أن يكون مظهري قليلا لكنه قليل الصبر قليل الإعذار كثيرالإنتقاد غير متغافل وغير متعاون ! طبعا هيبقى في اتهامات متبادلة ان كل واحد فيهم يدعي انه متدين.. لكن حقيقته غير ذلك .. و دا عشان اختلاف شكل التدين لدى الطرفين
و دا اسمه التوافق الديني .. و هو بيندرج تحت التوافق الفكري لأن التدين في النهاية عبارة عن ايمان بفكرة .
وأمثلة غير كده .. (ابعتولي أمثلة لاختلاف فكري حصل معاكم أضيفها بدون ذكر الاسم لتعميم الإستفادة )
كل الأمثلة اللي سبق طرحها
أمثلة لخلافات حقيقية لأزواج حقيقيين عانوا منها
و اختلافهم الفكري في المواضيع الجوهرية دي سلبهم كثير من متعة القرب و التفاهم
هييجي حد يقولي احترام الإختلاف ممكن يكون حل
لا .. احترام الإختلاف دا لما يكون حاجة مش هتمس جودة العلاقة الزوجية بشكل مباشر
يعني مثلا احترام اختلاف اختياراتنا في الأكل .. طريقة اللبس .. الهوايات .. كده
لكن ازاي أشارك حياتي مع حد بيتصرف بشكل يؤذيني زي مثلا الإختلاط الزائد بالجنس الآخر ؟ دي مافيهاش احترام إختلاف .. في الحالة دي هينشب خلاف علطول .
الخطوبة بقى معمولة عشان نقيم مدى التوافق الفكري بينا إحنا الإتنين و دا بيبان بكثر النقاشات
و معمولة عشان أعرف نقطة مهمة جدا جدا .. و هي معرفة احتياجات الطرف الآخر من الجواز .. و اشوف هقدر ألبيها ولا دا مختلف عن أسلوب الحياة اللي عايزه .
فلازم كل اتنين مخطوبين أو ناويين .. يقيموا نقطة توافقهم الفكري لأن الحب وحده غير كافي و هيتأثر سريعا بالخلافات .. وعلى رأي الرافعي "لا صُلح لقلبين لَمْ يصطلح فكراهُما" .
إلا إن ممكن يصطلحوا في حالة واحدة
إن حد فيهم يغير وجهة نظره ومفهومه مع الوقت (عن اقتناع )
لكنه شئ غير مضمون .
دا كان معنى التوافق الفكري