الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-21, 10:28 AM   #1006
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (04:32 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لسه حقيقي بتخض من(الأب) اللي بينفصل عن مراته -لأي سبب- فيعني ده ليه بالتبعية الانفصال عن عياله، وشيل إيده تماما من مسؤوليتهم!
خلال يومين أكتر من حالة لصديقات مقربات بيعانوا مرّ المعاناة من عقوق الآباء لولادهم بشكل أقل ما يوصف بيه إنه جنوني!
اللي هو إحنا سيبنا بعض، فاتربِّي بقى، وتطلع عينك وتلفِّي حوالين نفسِك وتنسي حياتِك الشخصية تماما -كأن صلاحيتِك انتهت- عشان تصرفي على (ابنك)!
(ابنك) مش (ابننا)، كأنها جابته من سوق دوت كوم أو خدته أوفر من كنتاكي!
بس ازاي حقيقي بتعملوها؟ بتناموا وإنتو مش عارفين عيالكم شبعانين ولا جعانين، متدفيين ولا بردانين، نفسهم في حاجة وحاسين بالقهر ولا مليانين ومبسوطين؟ حد زعلهم؟ حد أذاهم؟ حد داس لهم على طرف؟ لما بيتعبوا بيروحوا لدكتور ولا بيقضوها مضادات حيوية موجودة في التلاجة من سنة -أيا كان المرض- لأن ممعاهومش تمن الكشف والدوا؟ بياكلوا لما يجوعوا ولا لما يبقى فيه فلوس يشتروا أكل؟ لما بيفتكروكم بيبتسموا ويجروا على التليفون يكلموكم، ولا بيودوا وشهم الناحية التانية وبيجرّوا المشهد بسرعة؟!
أنا لما سافرت لبنان أسبوع، أقسم برب العزة ما هان عليا آكل من فاكهة عيالي مش هيدوقوها، وأنا راجع جبت لهم من كل الأصناف اللي كلتها حتى البرتقان!
ودي مش مثالية بالمناسبة ولا واو وإنت أب عظيم يا حسام، أيّوه إسكندراني يا جدعان! ده فرض عليك وغصب عن عين أمك، أمال إنت مخلّفهم ليه؟! اتسببت في وجودهم في عالم فيه عيّنتك ليه؟! يعني إنت تقضي خمس دقايق انبساط (ما تمثّلش، كلنا عارفين إنهم خمس دقايق بس!) وتطلّع دينهم خمسين ستين سنة قدّام؟!
فين المنطق طيب؟ وفين الشعرة اللي هتفرق بينك وبين كلاب السكك؟ طب فين الدين والإنسانية والفطرة السوية ونفخة ربنا في روحك؟! بلاش دي، فين العُرف والنخوة وخوفك على مظهرك من كلام الناس؟! فين أي ابن كلب عشان تبقى (بني آدم) يعني؟!
لاء ولما الواد يكبر من دم الأم وصحتها حرفيا، ويقف على رجله ويبقى له كارير، ينزل الأب النطع على حياته بالباراشوت ويحاول يفرض عليه اختياراته ووصايته ونظرته للأمور واختيار شريكة حياته، ولما الابن يرفض، يستنكر ويصرخ: فين وصية ربنا ليك؟ فين برّك بأبوك؟! (أقول لك فين وما تزعلش؟!)
الراجل الناقص بيعتبر الست ملكه بالجواز، وحتى لو انفصلت عنه، عايزها تفضل تلف في فلكه، وتحتاج له، وتعرف قيمته، وتسبّح بحمده، ولا يتوانى عن استخدام أي شيء كسلاح، حتى -بل خصوصا- عياله!
ورغم قناعني الشخصية بضرورة تيسير الجواز وعدم المغالاة، خصوصا في الأيام الشريرة دي، الحالات دي بتخليني أنحاز تماما لإن الست تتاقل بالدهب حرفيا وهي بتتجوّز وتكتب قايمة ملظلظة وتحط مؤخر صداق يقطم الوسط، عشان اللي ناوي يستوطى يهرب بجلده، واللي مش قد المسؤولية من الأول يروّح لأمه، واللي فاكرها بوس وأحضان بس يرجع لأرض الواقع، ولو وقع المحظور تلاقي قرشين تسند بيهم طولها وتصرف على عيالها. (آه الفلوس كل حاجة في الظروف دي بالمناسبة).
للأسف، كل شيء فينا بقى مختل، وتحولت المودة والرحمة لمقصلة وسكين، وبات السكن والمأوى جهنم حمرا، والأولاد بقوا مجرد كارت ضغط، والناس بقت بتنفصل لأتفه الأسباب لأنهم بيتجوزوا لأتفه الأسباب!
عشان كده تبقى النصيحة الأهم للست، مش قصة الحب الأسطورية، ولا صور ستار باكس ومرسى علم ولا الخشروميت سنة خطوبة قبل الفرح، لكن: اتجوزي اللي يبقى معاكي راجل بعد الطلاق مش أيام الجواز بس!


 

رد مع اقتباس