الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-21, 10:30 AM   #1008
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  يوم أمس (01:25 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



في نوع من أنواع الشهوة اسمه شهوة الشعور بالأفضلية
و دا ان الإنسان "يجد لذة" في إنتقاد الغير وكيل النصائح له ليس من باب الحرص عليه طبعا - و لكنه يدعي ذلك - و لكن من باب الشعور بالأفضلية و غالبا يصاحب ذلك فقرة من الحديث عن النفس كشخصية حكيمة ومثالية و خارقة .. كلها في محاولة للشعور بهذه اللذة .. لذة أنني أفضل و أعلى و أكثر ذكاء ..
معظمنا مر بهذه المرحلة .. سواء مارس هذه الحيلة النفسية مع غيره أو تعرض لها .. و هي مرحلة من مراحل النضج النفسي الذي تمر به جميعا في رحلة الحياة .. يمكن أن نعتبرها من سمات الطفولة النفسية .. هناك من تخطاها لأنه أدرك من واقع تجربته أنه أسلوب مؤذي و نرجسي في عمقه و لا يساعد الغير بل يبعث على الضيق و الشعور تجاه النفس بمشاعر سلبية في مقابل اللذة الذي يحصل هو عليها وراء ذلك .. غير أنها سبب من أسباب نفور الناس من صحبته ( و الذي يترجم أنه غيره ) و لذلك ينتقل إلى مرحلة أرقى و أرحم نفسيا و هي " التعاطف" احترام معاناتك - العطف على أخطائك وعدم جلدك و اشعارك بالخزي .. عدم الإقلال منك و عدم الحكم عليك - التهوين عليك ومشاركتك المشاعر - و لنفكر سويا ماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك .. فيطعمك النصيحة خفية دون المساس ب " الأنا خاصتك " أو باعتزازك بنفسك .. أسلوب ناضج يبعث على الحب ولا يخلو من الشعور باللذة كذلك .. لذة التوفيق إلى مساعدة الغير .. لذة الشعور بجدوى الذات أو الهدف من الوجود ..
راقب نفسك (و أذكر نفسي أيضا) .. وحدد كم أنت واع لنفسك و لأسلوبك في التعاطي مع أخطاء و مشكلات الغير .. بمجرد إدراك أين أنت .. فقد خطوت خطوة مبدئية في الإتجاه الصحيح على خط التطور النفسي و النضج .. من الزهو بالذات و الشعور بالفوقية والأفضلية .. إلى التعاطف معك و الرغبة في مساعدتك بصدق .. من الشعور بالأمان لأنني أفضل منك.. إلى الشعور بالأمان و السلام النفسي لأنني لا أقارن نفسي ولأنني أشعر أنني قيمة حقيقية خلال مساعدتي الصادقة للغير.
التطور النفسي و النضج لا يقتصر فقط على كيف تتعامل مع أخطاء الغير .. بل هو واحد ضمن كثييييير من ملامح و خصائص الشخصية .. و يحدث أن يتطور انسان في ملمح أو خاصية و يكون لا يزال في مرحلة طفولة في ملمح آخر و يحتاج إلى ترويض و تدريب نفسه حتى ينضج و يرتقي .. و ينضم إلى الفئة التي تحتاجها الحياة بشدة .. فئة الناضجين الذين يحافظون على توازن الحياة أمام كل هذا العبث الحاصل.


 

رد مع اقتباس