عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-21, 03:36 AM   #21
نجمة

الصورة الرمزية نجمة

آخر زيارة »  01-20-24 (04:38 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كان يوما خريفيا باردا ، زخات المطر لم تتوقف فيه عن الهطول ، حين كنت في مطار بلاد "***" للسفر إلى دولة أخرى ، سلمت جوازي لضابط الجوازات بقلة صبر فقد تأخرت الطائرة لساعات على غير العادة !
- مواطن " ***" ؟
- نعم ، البيانات عندك !
رددت عليه بتعجب
- دخلت لبلدنا منذ بضعة اشهر ولم تسافر سوى اليوم !
- هل من مشكلة في هذا ؟
- مشكلتك كبيرة جدا ، لدينا اوامر بالقبض على كل مواطني بلدك في كل المنافذ ، محمد علي حسن انت رهن الأعتقال للأشتباه بك في محاولة اغتيال رئيس البلاد ...
صدمة كبيرة اجتاحت تفكيري ، لم يُقتل الرئيس الأ في يوم سفري لأكون من اوائل المشتبه بهم !!
أي لعنة وبلاء حلّ عليّ
كان طريقي طويل مغطى الوجه مقيد الأطراف، تتلاعب في خيالي كل السيناريوهات* ، وأكثر* ما يجول في بالي هو كيف اخبر اهلي عن ورطتي هذه ؟
لم استطع الدفاع عن نفسي ، كنت صغيرا على هكذا تجربة ، خفت أن تكون اي كلمة وتبرير سبباً لإدانتي لذلك إلتزمت الصمت طوال فترة التحقيق ،
تم نقلي بعدها مع بعض الأشخاص إلى سجن آخر ،
ظننت أني قد وصلت لحظتها لأقسى شعور قد يواجه الإنسان لكن ما مرّ علي بعدها* فاق خيالي بكثير ، التفتيش المهين لي !
، التعذيب المستمر !
والزنزانة الملئية بالسجناء الذين تعفن لحمهم من عفونة الجروح والبعوض الذي لا يترك جسدا الأ ونهشه ،
بحر عاصف من الأوجاع لا ينتهي كلما مرّت موجه تلحقها الأخريات بلا رحمة ...
- للمرة الأخيرة ساسألك هل هذا اسمك وعمرك الحقيقي ؟ انظري إلى وتكلم .
صفعة على وجهي اعادت نظري للضابط ، إذا صحت تسميته " بالمجرم "* فملامحه اقرب لرجل العصابات ..
- لن تجيب ، هل تعرف أين انت اولاً ، هذا سجن مخابرات سري ، لا أحد يعرف مكانه ، في الخارج أنت مختفي لا أكثر !
- لم أقتل احد ، جئت لأعمل واجمع قيمة التذكرة للسفر بعد أن سُرق مالي .
- لا فائدة ترجى من استجوابك ، فلتتعفن بالسجن ايها الأحمق .
اعادوني للزنزانة وهذه المرة كان الوقت الذي قضيته فيها طويلا جدا لدرجة أني اضعت التاريخ والزمان ،
نفس الروتين يوميا ، الجدران ، أصوات التعذيب والأنين ، تغير شكلي كثيرا ، انتشر الطفح على بشرتي واصبحت العروق والعظام هي كل ما يرى منه ، كيف لا يتغير و رغيف خبز واحد في اليوم هو كل ما يسندني .
فجأة وفي يوم ما لاح لي شعاع أمل صغير ، أحدهم سيخرج من السجن ، لقد جاء اهله و علموا بأمر سجنه ووكلوا محامي لأخراجه ، هذه فرصتي الوحيدة ، لكن كيف استطيع الوصول إليه والتحدث معه بوجود كل هذه الحراسة المشددة ؟
احتاج قلمٌ و ورقة لكتابة اي شيء له ، لكن أين سأجدهما ؟
داس حارس السجن سجارته امام ناظري ثم رمى بعلبة السجائر الفارغة ومضى يتفقد الحضور من بعدي ، التقطتهم بخفة ووضعتهم في جيبي ، وفي الليل حفرت على قطعة الورق القوية رقم الهاتف الوحيد الذي اتذكره لأحد المعارف* ثم ملئتها برماد السيجارة وطويتها بحرص شديد إلى قطعة صغيرة جدا ...
إلى الآن لا أصدق كيف اخذها ذلك الرجل حين رميتها الى جانبه ، ولا كيف وصلت إلى ذلك الصديق وإخراجي من السجن !
- لكن أبي أين خبأها ذلك الرجل ؟ اقصد الورقة فهم سيفتشونه حال خروجه كما في الأفلام !
- سؤال جميل يا زينة وقد سألته إياه بعد خروجي ، وإجابته كانت هنا .
اشرت إلى تحت لساني ، قلتها وانا انهض لأعلن انتهاء قصتي لهذا اليوم لهم ..
- أبي انتظر آخر سؤال ، هل قبضوا على القاتل بعدها أم لا ؟
- لا و إلى يومنا هذا وهم يبحثون عنه ..
نظرت إلي الصغيرة بتفكير وحيرة قبل أن تأخذ نفسها كالعادة لتقص القصة على فتيات الجيران ، ذكية مثل والدها ، ضحكت قبل أن يقاطع تفكيري رنة رسالة أعرفها جيداً ، حان وقت العمل .
" عميل ب لديك مهمة جديدة ، كن مستعدا "